انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
مع استمرار تزايد الاهتمام بحلول إنقاص الوزن، برزت مكملات فيتامين B12 كأداة محتملة للمساعدة على فقدان الوزن.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "ميديا فيد"، تروَّج هذه المكملات، سواء على شكل حقن أو حبوب، كوسيلة لتعزيز الطاقة وتسريع عملية الأيض. لكن، هل تحقق هذه الادعاءات نتائج فعلية؟
بحسب خبراء الصحة، فإن الإجابة معقدة؛ فرغم أن فيتامين B12، المعروف أيضًا باسم كوبالامين، يُعد ضروريًا لعدة وظائف حيوية، منها تكوين خلايا الدم الحمراء، وعمل الدماغ، وأيض الطاقة، فإن تأثيره المباشر في فقدان الوزن لا يزال موضع شك.
ما فيتامين B12؟
فيتامين B12 هو فيتامين قابل للذوبان في الماء، ويوجد طبيعيًا في المنتجات الحيوانية مثل الأسماك واللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الألبان. أما الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية، فيمكنهم الحصول عليه من الحبوب المدعمة أو الخميرة الغذائية. كما يمكن تناوله كمكملات فموية أو على شكل حقن بوصفة طبية، خاصة لمن يعانون نقصا فيه.
ويؤدي هذا الفيتامين دورًا أساسيًا في تحويل الطعام إلى طاقة، كما يُعد ضروريًا لصحة الجهاز العصبي والقلب، لكن رغم علاقته الوثيقة بعملية الأيض، يحذر الخبراء من الربط المباشر بين تناول B12 وخسارة الوزن.
تشير بعض الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين B12 يرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) وزيادة الوزن؛ فقد أظهرت دراسة شملت نحو 1000 شخص أن من لديهم مستويات منخفضة من B12 كانوا أكثر عرضة للزيادة في الوزن، كما خلصت دراسة أخرى على اليافعين والأطفال إلى وجود علاقة بين انخفاض تركيزات B12 وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
مع ذلك، يشدد الباحثون على أن الارتباط لا يعني السببية؛ فنقص فيتامين B12 قد يؤدي إلى التعب أو بطء في الأيض، وهما عاملان قد يؤثران في الوزن بشكل غير مباشر، لكن تناول المكملات لا يعني بالضرورة فقدان الوزن.
وقال أحد الخبراء: "هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن نقص B12 قد يرتبط بزيادة الوزن، لكن لا يوجد ما يكفي من الدراسات لتأكيد أن مكملات B12 وحدها يمكن أن تؤدي إلى خسارة فعالة في الوزن“.
الأيض والطاقة
يؤدي فيتامين B12 دورًا في عمليات الأيض الخلوية، ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بأنه قد يزيد حرق الطاقة، لكن على الرغم من أن B12 ضروري لوظائف التمثيل الغذائي في الجسم، لم تُظهر الدراسات أن تناوله بكميات إضافية، تتجاوز الحاجة اليومية، يُسرع الأيض بطريقة تؤدي إلى فقدان الدهون.
في حالة وجود نقص، قد يساعد تعويض فيتامين B12 على استعادة مستويات الطاقة وتحسين القدرة على ممارسة النشاط البدني، مما قد يدعم خسارة الوزن بشكل غير مباشر. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن B12 لا يجب اعتباره محفزًا للأيض أو وسيلة أساسية لفقدان الوزن.
استخدامه ضمن برامج إنقاص الوزن
تُدرج بعض برامج إنقاص الوزن فيتامين B12 ضمن خطة شاملة، خاصة عند دمجه مع أدوية مثل الميتفورمين، وهو دواء يُستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني ويُوصف أحيانًا لأغراض فقدان الوزن. وفي مثل هذه الحالات، قد يساعد B12 على تعزيز الطاقة ومعالجة أي نقص ناتج عن الأدوية أو الحميات الغذائية المقيدة.
وقد يوصي الأطباء بمكملات B12 للأشخاص المصابين بأمراض مثل فقر الدم الخبيث، أو لمن يتبعون أنظمة غذائية نباتية لا توفر كميات كافية من هذا الفيتامين. وفي هذه الحالات، قد يسهم تصحيح النقص في تحسين الصحة العامة ودعم جهود التحكم بالوزن.
ليس حلاً سحريًا
رغم الانتشار الواسع للاعتقاد بفاعلية مكملات B12 في إنقاص الوزن، لا تدعم الأبحاث الحالية فكرة أن تناول فيتامين B12 وحده فعال لإنقاص الوزن لدى الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون نقصا.
وقال أحد أخصائيي التغذية: "فيتامين B12 ضروري للصحة العامة، لكنه لا يجب أن يُنظر إليه كحل سحري لفقدان الوزن".
ويشدد الخبراء على أن مكملات B12 قد تكون جزءًا من استراتيجية شاملة لإدارة الوزن، لكن التغيرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، تظل الطريقة الأكثر فاعلية والمدعومة علميًا.