الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أصبحت المياه المعبأة من الأساسيات العالمية، مدفوعة بفقدان الثقة في مياه الصنبور وتسويق يروج لها على أنها أنقى وأكثر صحة. إلا أن الأدلة العلمية تكشف عن مخاطر صحية محتملة وعواقب بيئية.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن المياه المعبأة ليست دائمًا آمنة كما يُعتقد. فقد أظهرت الاختبارات وجود تلوث بكتيري في الزجاجات البلاستيكية والقوارير القابلة لإعادة التعبئة، بينما تخضع مياه الصنبور في معظم الدول المتقدمة لتنظيم صارم ورقابة يومية.
التلوث والبكتريا
كما أن المياه المعبأة تعرض المستهلكين للجسيمات البلاستيكية الدقيقة وبقايا المواد الكيميائية. وقد أظهرت دراسة عام 2024 وجود عشرات الآلاف من جزيئات البلاستيك لكل لتر في بعض المنتجات، وغالبًا بمعدلات أعلى من مياه الصنبور. كما يمكن للبلاستيك إطلاق مواد كيميائية مثل الأنتيمون والفثالات ومشتقات البيسفينول، التي قد تؤثر على الغدد الصماء. وعلى الرغم من أن مستوياتها عادة منخفضة، يدرس العلماء التأثيرات طويلة المدى للتعرض المزمن لها، خاصة على الصحة الإنجابية والتمثيل الغذائي والنمو.
والمياه المعبأة ليست معقمة بعد فتحها، إذ يمكن أن تتكاثر الكائنات الدقيقة بسرعة، خصوصًا في البيئات الدافئة، كما أن إعادة استخدام الزجاجات أحادية الاستخدام يزيد من انتقال البكتيريا. علاوة على ذلك، تختلف محتويات المعادن في المياه المعبأة وغالبًا ما تفتقر إلى الفلورايد، ما قد يزيد من مخاطر صحة الأسنان مقارنة بمياه الصنبور.
ضرر بيئي
وتثير المياه المعبأة أيضًا مخاوف بيئية كبيرة، إذ يتم شراء حوالي مليون زجاجة بلاستيكية كل دقيقة حول العالم. وقد يتطلب إنتاج لتر واحد من المياه المعبأة طاقة تصل إلى ألفي ضعف لتر واحد من مياه الصنبور، كما تكون البصمة الكربونية أعلى بسبب التعبئة والنقل والتبريد.
أجهزة مبتكرة
وتسعى أجهزة مبتكرة تعمل بالطاقة الشمسية لإنتاج مياه نظيفة من الهواء إلى تقليل الاعتماد على البلاستيك أحادي الاستخدام ودعم أنظمة المياه اللامركزية، وتعمل أجهزة أخرى على تنقية مياه الصنبور، مما يوفر مياه آمنة في مكان الاستخدام، ويزيد القدرة على التكيف مع الكوارث المناخية، ويكمل شبكات المياه القائمة.
ورغم أهمية المياه المعبأة في حالات الطوارئ أو في المناطق التي تكون فيها مياه الصنبور غير آمنة، إلا أنه في معظم الدول المتقدمة، فهي ليست أكثر أمانًا أو نقاءً من مياه الصنبور. ومع تأثير التغير المناخي والتلوث على الوصول إلى المياه، يصبح فهم الفروق الحقيقية بين المياه المعبأة والصنبور أمرًا ضروريًّا للصحة والاستدامة.
