قد يؤثر تناول البيتزا المتبقية بدلاً من الطازجة بشكل طفيف في مستويات السكر في الدم، لكن ليس بالقدر الكبير الذي تروّج له بعض الاتجاهات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة "تيك توك". وتعود الفكرة إلى ما يُعرف بـ"النشا المقاوم"، وهو نوع من الكربوهيدرات يُهضم ببطء أكبر في الجسم، ما قد يساعد في تقليل الارتفاع الحاد في سكر الدم بعد تناول الطعام.
ووفقا لموقع verywellheath فعند تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات مثل البيتزا، يكسّر الجسم النشا إلى جلوكوز، ما يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم وتحفيز إفراز الإنسولين. لكن النشا المقاوم يتصرف بشكل مختلف، إذ لا يُهضم بسرعة، ولذا يؤدي إلى ارتفاع أبطأ وأقل في مستويات السكر في الدم. وقد أظهرت دراسات أن بعض أنواع النشا المقاوم قد تُحسّن بشكل متواضع التحكم في سكر الدم واستجابة الإنسولين، خاصة لدى الأشخاص المصابين بمقدمات السكري أو داء السكري من النوع الثاني.
وتبريد الكربوهيدرات المطبوخة يمكن أن يزيد من نوع معيّن من النشا المقاوم يُعرف باسم RS3، من خلال عملية تُسمى "الارتداد" أو "إعادة التبلور"، بحيث يتغير تركيب النشا بعد الطهي ثم التبريد. وقد تم إجراء أبحاث على أطعمة مثل الأرز والمعكرونة، لكن الدراسات حول البيتزا لا تزال محدودة.
ويشير خبراء التغذية إلى أن البيتزا المتبقية قد تحتوي على كمية أكبر قليلاً من النشا المقاوم مقارنة بالبيتزا الطازجة، إلا أن هذه الزيادة بسيطة جدًا، ومن غير المرجح أن تُحدث فرقًا ملحوظًا في استجابة سكر الدم لدى معظم الأشخاص. كما أن مكونات البيتزا الأخرى، مثل الدقيق الأبيض والجبن والدهون والصوديوم وحجم الحصة، لها تأثير أكبر بكثير على مستويات السكر في الدم.
"حيلة صحية"
ويحذّر الخبراء من اعتبار البيتزا الباردة "حيلة صحية" للتحكم في سكر الدم. فبينما لا يُعد تناول البيتزا المتبقية أسوأ من تناولها طازجة، إلا أنها لا ينبغي أن تكون وسيلة أساسية لإدارة مستويات الجلوكوز.
بدلاً من ذلك، يوصي المختصون بالتركيز على نظام غذائي متوازن يشمل الحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة الدهون، والخضراوات الغنية بالألياف، إلى جانب الالتزام بحجم حصص مناسب. كما تؤدي ممارسة النشاط البدني بانتظام وتنظيم مواعيد الوجبات دورًا مهمًا في التحكم في سكر الدم.
باختصار، رغم أن البيتزا الباردة تحتوي تقنيًا على كمية صغيرة من النشا المقاوم، فإن فوائدها المحدودة لا تعوّض التأثير الغذائي العام للبيتزا نفسها. ولتحقيق تحكم أفضل في سكر الدم، ينصح الخبراء باتباع عادات غذائية شاملة ومستدامة بدلاً من الاعتماد على درجة حرارة الطعام فقط.
