ناشطون إيرانيون يدعون إلى "الإفراج غير المشروط" عن نرجس محمدي
يعاني كثيرون من الصداع بعد تناول بعض الأطعمة، خصوصًا تلك الغنية بالسكر أو الكربوهيدرات المكررة، مثل الشوكولاتة أو المعكرونة. ورغم اتهام هذه الأطعمة عادةً، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العلاقة قد تكون بالعكس: فالنوبات الصداع النصفي قد تحفّز الرغبة في تناول هذه الأطعمة، وليس العكس.
والصداع النصفي هو حالة عصبية تصيب النساء والرجال، ويتميز بنوبات متكررة من الصداع متوسط إلى شديد، غالبًا ما يصاحبه غثيان وحساسية للضوء وأعراض أخرى تعيق الحياة اليومية. والكثير من المصابين لا يدركون أن صداعهم هو صداع نصفي، مما يجعل الأطعمة محل تركيز كبير كعامل محتمل.
ويشرح الدكتور بيتر جودسبي، أستاذ علم الأعصاب في كلية "كينجز لندن" وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أنه خلال المرحلة التمهيدية للنوبة (مرحلة ما قبل الصداع)، والتي قد تبدأ قبل ساعات أو أيام من ظهور الصداع، تنشط مناطق الدماغ مثل الوطاء، ما يثير رغبة الأشخاص في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والمحببة لديهم، والتي تختلف من شخص لآخر.
وعند بدء الصداع، قد يعتقد الأشخاص خطأً أن الطعام هو سبب الصداع. وتشير الدكتورة رشمي هالكير سينغ من "مايو كلينيك" إلى أن الرغبة في تناول الشوكولاتة، على سبيل المثال، قد تكون علامة مبكرة على بدء الصداع النصفي وليس سببه. وأظهرت الدراسات عدم وجود دليل كافٍ لإثبات أن الأطعمة مثل الشوكولاتة تسبب الصداع النصفي مباشرة.
ومع ذلك، يمكن للأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات المكررة أن تساهم في الصداع بطرق أخرى. وتبيّن الدكتورة مارغريت سلايفن، خبيرة التغذية في جامعة جورج ماسون، أن هذه الأطعمة قد تسبب ارتفاعًا سريعًا في السكر في الدم، مما يؤدي إلى استجابة مفرطة للأنسولين، ما قد ينتهي بانخفاض السكر في الدم (نقص السكر التفاعلي) وأعراضه تشمل الصداع، والتعب، والارتعاش، والدوخة. كما أن استهلاك السكر والكربوهيدرات المكررة بانتظام قد يزيد الالتهاب في الجسم، ما يجعل المصابين بالصداع النصفي أكثر عرضة للنوبات. ويمكن أن تساعد الأطعمة المضادة للالتهابات، مثل الفواكه، والخضروات، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والأسماك، رغم محدودية الأبحاث وعدم وجود نظام غذائي مثبت يمنع الصداع النصفي.
وينصح الخبراء بالحفاظ على وجبات منتظمة، ونوم كافٍ، وممارسة الرياضة، وإدارة التوتر. ولأولئك الذين يعانون من صداع متكرر أو شديد، يُوصى بالتقييم الطبي، حيث تتوفر مؤخرًا علاجات جديدة وفعالة للصداع النصفي.
ويساعد فهم العلاقة بين النظام الغذائي والصداع النصفي المصابين على توقع النوبات وإدارتها بشكل أفضل وتجنب الاعتقادات الخاطئة حول "الأطعمة المسببة للصداع"، بما يعزز الوقاية وتخفيف الأعراض.