لا شكّ بأن ممارسة التمارين الرياضية مفيدة للصحة الجسدية والنفسية، بل إن زيادة بسيطة في النشاط البدني قد تُحسِّن من الحالة العامة للصحة.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS البريطانية بممارسة 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًّا أو 75 دقيقة من التمارين عالية الشدة، ما قد يُقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 30%.
لكنّ دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Communications العلمية تحذّر من توقيت ممارسة التمارين، إذ قد تؤثر سلبًا في جودة النوم إذا تمّت في وقت متأخر من المساء. فقد تبيّن أن فوائد التمرين للقلب قد لا تُعوِّض الأضرار التي يسبّبها الحرمان من النوم.
الدراسة اعتمدت على بيانات جمعت على مدار عام كامل من 14,689 مشاركًا كانوا يرتدون أجهزة تُراقب النوم والنشاط البدني. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا التمارين خلال أقل من أربع ساعات قبل موعد نومهم، عانوا من تأخّر في الاستغراق بالنوم، ونوم أقل، وجودة نوم أضعف، فضلًا عن ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء النوم.
وكان هذا التأثير أكثر وضوحًا لدى من مارسوا تمارين عالية الشدة مثل الجري الطويل، أو تمارين HIIT، أو كرة القدم.
وقال الدكتور جوش ليوتا، الباحث الرئيس في الدراسة من جامعة موناش، إن "ممارسة التمارين القوية في المساء قد تُبقي الجسم في حالة تأهب". وأضاف أن هذه الدراسة تُعدّ الأكبر من نوعها التي تؤكد هذا التأثير، رغم التحذيرات السابقة من ممارسة التمارين قرب موعد النوم.
ويوصي الدكتور ليوتا باللجوء إلى تمارين خفيفة عند الحاجة للتمرن مساءً، مثل الجري البطيء أو السباحة الهادئة، لتقليل التأثير السلبي على النوم ومنح الجسم فرصة للاسترخاء.
وفيما يخص موعد النوم الأمثل، فبحسب الخبراء لا حاجة للتمسك القاطع بقاعدة النوم 8 ساعات، إلا أن البالغين يحتاجون على الأقل إلى 7 ساعات نوم ليلية. وينصح بعض الباحثين بعدم تجاوز الساعة 1:00 صباحًا كحد أقصى للنوم، إذ يبدو أن النوم ليلاً يُعطي نتائج أفضل من النوم خلال النهار.