كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة BMJ Nutrition, Prevention & Health أن تقليل كمية السعرات الحرارية قد يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب، وهو ما يتعارض مع الدراسات السابقة التي أشارت إلى أن الحميات قليلة السعرات تحسن أعراض الاكتئاب.
وبحسب موقع "بيبول" حللت الدراسة بيانات أكثر من 28,500 بالغ تم جمعها من خلال المسح الوطني للصحة والتغذية، حيث تم تقييم أنماط الغذاء وأعراض الاكتئاب لديهم.
وعلى عكس الدراسات السابقة التي أجريت في بيئات مراقبة وشملت حميات متوازنة ومنظمة، وجدت هذه الدراسة الواقعية أن الحميات التي تقلل السعرات الحرارية مرتبطة بارتفاع معدلات الاكتئاب، خصوصًا بين الرجال والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وأفاد المشاركون الذين كانوا يتبعون حميات تقيد السعرات بأنهم يعانون من أعراض اكتئابية أشد، مثل المزاج المنخفض، وانخفاض الطاقة، واضطرابات النوم، مقارنة بأولئك الذين لا يتبعون نظامًا غذائيًا محددًا.
ومن بين المشاركين في الدراسة، أظهر 7.79% أعراضًا اكتئابية، وكان 33% منهم يعانون من زيادة الوزن، و38% يعانون من السمنة. بينما لم يكن 87% منهم يتبعون نظامًا غذائيًا معينًا، كان 2,206 منهم يقيّدون السعرات الحرارية، و631 يتبعون حميات منظمة لأمراض مثل السكري، و859 يتبعون حميات مقيدة من حيث الدهون أو السكر أو الملح أو الألياف أو الكربوهيدرات.
وأشار الباحثون إلى أن الحميات قليلة السعرات كانت أكثر شيوعًا بين المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
وتسلط الدراسة الضوء على أن الأبحاث السابقة ركزت على المقارنة بين الحميات "الصحية" التي تشمل الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والأسماك، والتي ترتبط بانخفاض خطر الاكتئاب، وبين الحميات "غير الصحية" التي تهيمن عليها الأطعمة المصنعة والمكررة والدهون المشبعة واللحوم المصنعة والحلويات، والتي تزيد خطر أعراض الاكتئاب، إلا أن الدراسة تشير إلى أن هذه المقارنات تبسط تعقيدات العادات الغذائية الواقعية.
وتؤكد الدراسة أن تقليل السعرات الحرارية في الحياة اليومية غالبًا ما يؤدي إلى نقص في البروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية، ما يسبب ضغطًا فيزيولوجيًا يمكن أن يزيد أعراض الاكتئاب، بما في ذلك الأعراض المعرفية والعاطفية.