الاكتئاب لا يستثني أحداً، حتى المعالجين النفسيين أنفسهم. ففي الوقت الذي يشعر فيه المصابون بالاكتئاب بالوحدة والعجز، يؤكد المعالجون أنّ هذا الاضطراب شائع، ويمكن التعامل معه بخطوات بسيطة ومدروسة.
ووفقاً لاستطلاع غالوب عام 2023، فإنّ نحو 21 مليون أمريكي بالغ قد مرّوا بنوبة اكتئاب كبرى واحدة على الأقل.
وتوضح المعالجة النفسية إيما ماهوني من بنسلفانيا أنّ الاكتئاب لا يختار أشخاصاً بعينهم، بل قد يصيب أي شخص، في أي وقت، ولأسباب مختلفة، منها الوراثة والضغوط البيئية والمشكلات الطبية.
وفيما يلي، يشارك بعض المعالجين ما يفعلونه شخصياً عند شعورهم بالاكتئاب:
الاعتراف بالمشاعر
يقول المعالج جاستن فافا وليم إنّ الرأفة بالذات تعني تقبّل الألم النفسي، وعدم القسوة على النفس، مضيفاً: "حتى في أسوأ لحظاتك، تظلّ شخصاً جيداً يستحق التعاطف".
العودة لهوايات الطفولة
ترى المعالجة مناهل رياض أنّ الانغماس في أنشطة محببة من الماضي كالتزلج أو طلاء الأظافر يُغذّي الطفل الداخلي ويُنعش الذكريات السعيدة.
وضع أهداف واقعية
لا تتوقّع أداءك المعتاد، بل ضع هدفاً بسيطاً كخروجٍ واحد من المنزل، وفقاً لماهوني.
التدوين
رياض تؤمن بأن الكتابة تُخفّف الضغط وتُخرج الأفكار من العقل إلى الورق.
يقول وليم إنّ التمارين تُعيده إلى اللحظة وتفصله عن دوامة الأفكار السلبية، حتى لو كانت مجرّد مشيٍ قصير.
الخروج إلى الطبيعة
يحرص وليم على قضاء وقت بين الأشجار، وهو ما يمنحه منظوراً أوسع خارج ضغوط العمل.
مشاهدة المسلسلات المفضلة
تلجأ رياض لمسلسلات الطفولة كوسيلة للراحة والهروب المؤقت من الواقع.
عدم العزلة
يحرص وليم على التحدث إلى أصدقائه، مؤكداً أنّ الانعزال يُفاقم الاكتئاب.
الذهاب إلى العلاج النفسي
يرى وليم أنّ اللجوء إلى جلسات العلاج أمر طبيعي، حتى بالنسبة للمعالجين أنفسهم.
تجنّب ما يزيد الوضع سوءاً
تتجنّب ماهوني الكحول، وتنصح بتقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو التعرض للأخبار.
اتخاذ خطوات رغم الاكتئاب
تقول ماهوني: "لا تنتظر تحسّن المزاج للقيام بشيء مفيد.. ابدأ بالفعل، والمشاعر ستتبع لاحقاً".
اللجوء إلى الدواء عند الحاجة
تؤكد رياض أنّ الأدوية كانت ضرورية في بعض مراحل حياتها، ولا عيب في طلب المساعدة الطبية.
وتختم رياض بالقول: "الطلب على المساعدة ليس ضعفاً، بل شجاعة.. والحديث عن معاناتك قد يمنح الآخرين مساحة للبوح أيضاً".