مع تزايد معدلات الخرف بين كبار السن، أصبح الحفاظ على صحة الدماغ أولوية للكثيرين. وأظهرت الدراسات الحديثة أن التغذية الصحية لها تأثير كبير على وظائف الدماغ والذاكرة، وأن اتباع حمية MIND يمكن أن يجعل الدماغ يبدو أصغر بسبع سنوات مقارنة بالآخرين.
ووفقا لـ"ناشونال جيوغرافيك" تم تطوير حمية MIND العام 2015، ودمجت بين النظام الغذائي المتوسطي الغني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات وزيت الزيتون، ونظام DASH الغني بالخضروات والفواكه المصمم للوقاية من ارتفاع ضغط الدم. وتركّز الحمية على تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الخضروات الورقية والفواكه، وتجنب الأطعمة المعالجة والدهون المشبعة.
وأظهرت الأبحاث أن الالتزام الشديد بالحمية يرتبط بتحسن الوظائف الإدراكية وتقليل التراجع المعرفي المرتبط بالعمر. كما تشير الدراسات إلى أن حمية MIND تقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف، حتى عند البدء باتباعها في سن لاحقة. على سبيل المثال، الأشخاص الذين عززوا التزامهم بالحمية خلال عشر سنوات انخفضت لديهم مخاطر الخرف بنسبة 25٪.
والحمية ليست صارمة، بل تُعد إطارًا نمطيًا لاختيار الأطعمة المفيدة للدماغ والجسم. تشمل المكونات الأساسية: الخضروات الورقية الداكنة، خضروات ملونة مثل البروكلي والجزر، التوت، زيت الزيتون البكر، المكسرات، الحبوب الكاملة، البقوليات، الأسماك والدواجن. بينما يجب الحد من اللحوم الحمراء والمصنعة، الزبدة، الأجبان الدسمة، الحلويات، الوجبات السريعة والأطعمة المقلية.
وتكمن قوة الحمية في تأثيرها المضاد للالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان ضاران للدماغ. كما أن الألياف والتنوع الغذائي في الحمية يعززان صحة الأمعاء، مما ينعكس إيجابًا على الدماغ.
وأظهرت الدراسات أن اتباع حمية MIND يعزز حجم مناطق الدماغ الحيوية مثل الحُصين والمهاد، ويحافظ على سلامة المادة البيضاء، ما يحسن الذاكرة والتعلم والانتباه والتنظيم العاطفي.
وتشير الخبيرة ناتاليا بالاسيوس إلى أن "الأهم هو جودة النظام الغذائي وثباته يوميًا، سنة بعد سنة"، بينما تؤكد الدكتورة أُما نايدو أن هذه الحمية مفيدة في كل الأعمار للحفاظ على صحة الدماغ والوظائف المعرفية.
وباتباع حمية MIND، يمكن للأشخاص حماية دماغهم من الشيخوخة المبكرة، وتقليل مخاطر الخرف، والاستمتاع بوظائف عقلية أفضل على المدى الطويل.