مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
صحة

حمية الكارنيفور.. ترند غذائي أم خطر صحي صامت؟

تعبيرية المصدر: iStock

عند تصفح حسابات مؤثري حمية الكارنيفور على وسائل التواصل، تظهر صورة لافتة: أطباق ضخمة من شرائح  اللحم والضلوع والبرغر المغموس بالزبدة، دون أثر لأي خضراوات، حتى كزينة.

وتأخذ حمية الكارنيفور مبدأ "القليل من الكربوهيدرات" إلى أقصاه، إذ تُقصي جميع الأطعمة النباتية لمصلحة اللحوم والبيض ومنتجات الألبان، فيما يكتفي بعض أتباعها بتناول اللحوم الحمراء فقط.

وبحسب موقع "ناشوال جيوغرافيك" يؤكد أنصار هذه الحمية أنها تساعد على فقدان الوزن بسرعة، وتحسين البشرة، وتقليل الانتفاخ، بل وحتى تخفيف أمراض المناعة الذاتية، لكن هذه الادعاءات لم تثبت علميًا بعد، لعدم وجود دراسات سريرية واسعة تؤكدها. ويرى مؤيدوها أنها عودة إلى نظام الأجداد الصيادين الذين اعتمدوا على البروتين الحيواني  للبقاء.

أخبار ذات علاقة

النظام الغذائي الخالي من الكربوهيدرات

"حمية اللحوم".. السرطان وأمراض القلب في الانتظار

"تمرد على العادات"

غير أن المنتقدين يشيرون إلى أن نظام إنتاج اللحوم الصناعي الحديث بعيد كل البعد عن أي نمط “بدائي” متخيل. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلث انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالميًا تأتي من قطاع الغذاء، وتُعد اللحوم المصدر الأكبر لذلك.

ورغم انتشارها على منصات مثل إنستغرام وتيك توك، تبقى الحمية القائمة على اللحوم فقط ظاهرة هامشية. ويقول عالم الاجتماع ريتشارد توين إن هذا الاتجاه يتجاوز كونه مجرد خيار غذائي، معتبراً أن ازدياد ظهور حمية الكارنيفور على وسائل التواصل هو شكل من أشكال “التمرد” على الدعوات الواسعة لتغيير العادات الغذائية. فالإفراط في تناول اللحوم أصبح بالنسبة للبعض تعبيرًا عن رفض للاستدامة والنصائح الصحية والرؤى السائدة حول الأكل المسؤول.

من الناحية البيولوجية، تحدث تغيّرات ملحوظة في الجسم عند اتباع هذه الحمية. فعند غياب الكربوهيدرات، يستخدم الجسم مخزون الغلايكوجين في العضلات والكبد للحصول على الطاقة، ما يؤدي إلى فقدان سريع للماء قبل الدخول في حالة “الكيتوز”، حيث يعتمد الجسم على الدهون كمصدر رئيس للطاقة. هذا الوضع يقلل  الشهية ويزيد الشعور بالشبع، ما يفسر إحساس متّبعي الحمية بالخفة في الأسابيع الأولى.

وتوضح اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي ويندي ليبريت أن قلة الانتفاخ والغازات بين أتباع الحمية قد تعود إلى تقليل تناول أطعمة غنية بالألياف القابلة للتخمير (FODMAPs)، وليس بالضرورة إلى غياب الخضراوات نفسها.

باختصار، قد تمنح حمية الكارنيفور نتائج سريعة على المدى القصير، لكن آثارها طويلة الأمد ما زالت غير مؤكدة، وبعيدة تمامًا عن الصورة "البدائية الصحية” التي يروّج لها مؤيدوها.
 
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC