النهاية اقتربت.. إسرائيل وحماس يخوضان الآن معركة التفاصيل الأخيرة، على طاولة المفاوضات في مصر.. فهل تكون هذه الجولة نهاية واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الواحد والعشرين؟
في شرم الشيخ تستأنف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.. الجولة الأخيرة كانت إيجابية حيث تم بحث خارطة الطريق وآليات تبادل الأسرى، وإدخال المساعدات، ووقف إطلاق النار بشكل كامل، لكن التفاصيل الدقيقة لهذه الجولة هي ما سيحدد مصير الصراع في غزة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في حوار مع بودكاست أمريكي إنه يعتقد أن نهاية الحرب في غزة تقترب، مؤكدا أن إسرائيل عازمة على إنهاء الصراع قريبا بمساعدة ترامب، وأن تل أبيب وفق وصفه خرجت من هذه الأزمة كأقوى قوة في الشرق الأوسط، وأن ما بدأ في غزة سينتهي في غزة.
مع كل هذه التصريحات تبقى التفاصيل الصغيرة هي الفاصل.. تبادل الأسرى، ووقف القصف، وانسحاب القوات، وضمانات دولية للتطبيق الكامل لوقف النار.. أي تفاوض ناقص أو شرط غير متفق عليه قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق واستئناف الحرب.
مراقبون يؤكدون أن الجولة الحالية ليست مجرد مفاوضات بل قدر ضغط هائل قد ينفجر في أي لحظة أو يؤدي إلى استواء الصفقة بشكل كامل.. النقاط الأساسية على الطاولة تشمل الإفراج المتبادل عن الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، بينما أي خلاف حول توقيت تنفيذ هذه البنود أو الضمانات الدولية أو ترتيبات السيطرة على القطاع قد يعرّض الاتفاق للفشل ويعيد المنطقة إلى دوامة الصراع الدموي من جديد.
الضغوط الدولية وفق الخبراء، وخصوصا الأمريكية، تلعب دورا مزدوجا.. فهي تشجع على الاتفاق لكنها في الوقت نفسه تضع إسرائيل وحماس أمام مسؤوليات تاريخية.. الاتفاق هنا ليس مجرد هدنة بل اختبار لقدرة كل طرف على تحويل القوة العسكرية إلى تسوية سياسية.
اليوم كما لم يحدث من قبل تبرز معركة التفاصيل الأخيرة كحسم حقيقي لمصير حرب دموية استمرت لعامين وتوحشت في قتل المدنيين.. والقدر الآن على الطاولة قد ينفجر في أي لحظة لتتحول المفاوضات إما إلى صفقة تاريخية أو إلى دوامة جديدة من العنف والدماء.