ذكرت مصادر سورية مطلعة أن الاجتماع المرتقب بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لن يفضي إلى اتفاق.
وأشارت المصادر في تصريحات لـ "إرم نيوز" إلى أن فرص التوصل لتفاهم ضعيفة، في ظل تعقّد الملفات الخلافية التي تتصدرها قضايا الجولان والسويداء والساحل والمنطقة الشرقية، إلى جانب اشتراط دمشق التزام تل أبيب بالاتفاقيات السابقة وفي مقدمتها اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.
وقالت المصادر إن اجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني المرتقبة لن تُفضي إلى اتفاق، وفرص الوصول إلى اتفاق ضعيفة جداً لا تتعدى 35%.
وبيّنت أن الملفات الشائكة بين الجانبين أكثر من التفاهمات ولا تقتصر فقط على منطقة الجولان السوري والسويداء؛ لأن هناك ملفات أخرى وعلى رأسها ملف الساحل السوري وملف المنطقة الشرقية، مؤكدين أن أي توافق لن يحدث ما لم تكون هناك ضمانات بوقف التدخل الإسرائيلي في سوريا.
وأوضحت أن الموضوع مرتبط بشكل كامل بالتزام الجانب الإسرائيلي بالاتفاقيات السابقة والجديدة وفي مقدمة ذلك اتفاقية فك الاشتباك للعام 1974، والالتزام بالاتفاقيات الأمنية السابقة كلها.
أما لناحية الجولان، أشارت إلى أنه ما من طرف يستطيع الخوض في هذا الملف نهائياً؛ لأن هذا الملف يحتاج إلى مفاوضات طويلة المدى، لا تتعلق بتطبيع العلاقات أو سلام مباشر.
ولفتت المصادر أن الوضع القانوني للحكومة الحالية لا يخولها البت في موضوع الجولان لأنها حكومة انتقالية ولم يتم تشكيل مجلس شعب بعد، لأن اتفاق السلاح يحتاج إلى تصديق من المجلس.
وذكرت أن ما سيجري من تفاهمات في هذا الاجتماع سيكون حول مسألة ضبط الحدود، وذلك ربطاً مع أحداث السويداء والمنطقة الجنوبية.
وتابعت: "الجميع يعلم أن إسرائيل تريد المنطقة الجنوبية منزوعة السلاح، ودمشق تريد مقابلا لهذا الأمر وهو أن تكون منطقة الجولان منطقة منزوعة السلاح أيضاً وخلوها من قوات إسرائيلية، فقط قوات شرطية وأمن".
وقالت المصادر إن هناك أمرا حيويا سيكون على طاولة الحوار وهو وجود أكثر من مليون فلسطيني في سوريا المرتبط بملف غزة، وتسليم القيادات منهم وهذا أمر صعب بالنسبة لدمشق، ما يعني أن هذه المفاوضات لن تفضي إلى نتائج مهمة بسبب تعنت الطرف الإسرائيلي الذي لا يريد اتفاقيات فقط بل يريد فرض استسلام كامل من دمشق.
وأكدت المصادر أن ورقة السويداء أساساً لن تكون معضلة، خاصة أن مسألة الانفصال إن حدثت وهذا أمر مستحيل ستؤثر على إسرائيل لا على سوريا بالنظر إلى عدد دروز إسرائيل ما قد يفتح سيناريوهات تشكيل دويلة درزية، إسرائيل في غنى عن ذلك، وما يؤكد ذلك تصريحات شيخ الموحدين الدروز موفق طريف الذي خلت من تصريحاته الأخيرة كلمة "تقسيم".
وتابعت: "بالتالي، يبدو أنه كلما زادت اللقاءات تتعدد المطالب الإسرائيلية، فلا هم معنيون بتجديد اتفاق فك الاشتباك، ويعتبرونه مرحلة وانتهت وظروف توقيعه لا تلبي الأوضاع اليوم".
وأردفت المصادر أنّ "الأخطر أنهم يقترحون أن تكون المنطقة حتى حدود دمشق منطقة خالية من السلاح الثقيل والجيش السوري وتتضمن ترتيبات ووسائل إنذار مبكر مع حرية في الحركة والتوغل والسيطرة الجوية، لـ "منع تكرار 7 أكتوبر في الجنوب السوري".