حظي اللقاء المفاجئ بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الذي عقد في باريس يوم الثلاثاء بتغطية واسعة من وسائل الإعلام العبرية، وسط حالة من التفاؤل بشأن الممر الإنساني بين تل أبيب والسويداء.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن وزير الخارجية أسعد الشيباني التقى بوفد إسرائيلي في باريس يوم الثلاثاء “لمناقشة عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري”.
واعتبرت وسائل الإعلام العبرية أن إشارة وكالة الأنباء السورية للاجتماع تُمثّل نقلة نوعية في العلاقات بين دمشق وتل أبيب وأهداف اللقاءات بينهما. ويأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر في محافظة السويداء واشتعال الصراعات في عدة مواقع أخرى في سوريا.
وشهد اللقاء مشاركة المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان والسفير الأمريكي في تركيا توماس باراك، وسبقه اجتماع تحضيري في الأردن.
وأفادت عدة مواقع عبرية بأنه على غير العادة، نُشر تقريرٌ في وكالة الأنباء السورية، قبيل منتصف الليل، عقب الاجتماع.
وجاء في التقرير أن وزير الخارجية السوري التقى "وفدًا إسرائيليًا" في باريس "لمناقشة تعزيز الاستقرار في المنطقة وجنوب سوريا".
كما ذكر التقرير أن "المباحثات بين الطرفين، بوساطة الولايات المتحدة، ركّزت على خفض التصعيد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، بالإضافة إلى مراقبة وقف إطلاق النار في جبل الدروز، وإعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات لعام 1974".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، عُقد للمرة الثانية خلال 3 أسابيع، اجتماع ثلاثي لكبار المسؤولين من إسرائيل وسوريا والولايات المتحدة، لبحث إمكانية إنشاء "معبر إنساني" من الحدود الإسرائيلية في الشمال إلى معقل الدروز في السويداء، الذي من شأنه أن يسمح بنقل المساعدات الإنسانية.
وكانت إسرائيل قد أوضحت للأردن سابقًا رغبتها في نقل الأدوية والمعدات الطبية على وجه السرعة بعد توقف عمل مستشفى السويداء بسبب الهجمات في المنطقة، وهجران طاقمه الطبي للمركز الطبي، مما حال دون تلقي العلاج هناك. إلا أن عمان رفضت رفضًا قاطعًا نقل المعدات من إسرائيل إلى معقل الدروز.
وردًا على ذلك، تقرر في تل أبيب أن تقوم مروحيات سلاح الجو بإسقاط مساعدات طبية وحزم غذائية على السويداء.
ووفق التقرير العبري، كان الاجتماع رفيع المستوى مقررًا الأسبوع الماضي، لكن وزير الخارجية السوري أوضح أنه سيُعقد "محادثات معقدة أخرى" قبل الاجتماع، وطلب تأجيله لبضعة أيام، حتى موعده أمس.
كما أشارت إسرائيل إلى أنها رصدت استعداد تنظيمات في جنوب سوريا لاستغلال "المعبر الإنساني" بين الجولان والسويداء لتهريب الأسلحة والمتفجرات.
وقبل اجتماع كبار المسؤولين، التقى المبعوث الأمريكي باراك عصر أمس الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، الموجود أيضًا في العاصمة الفرنسية.
وناقش الطرفان خلال الاجتماع إنشاء معبر إنساني من قرية حضر الدرزية الواقعة على سفح جبل الشيخ باتجاه منطقة السويداء، مما يسمح بدخول المساعدات إلى المتضررين في المحافظة، كخطوة لبناء الثقة مع النظام السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع برعاية أمريكية.
كما عُرضت خلال الاجتماع أدلةٌ تُشير إلى تورط النظام السوري في مجزرة الدروز في السويداء.
ومن وجهة نظر الشيخ طريف، كان الاجتماع إيجابيًا ومتفائلًا، ومن المتوقع أن يُسهم في مساعدة الطائفة الدرزية التي تُحاصرها قوات النظام الشرعي منذ قرابة شهر.