ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
شبه مسؤول إسرائيلي سابق مفاوضات شرم الشيخ المصرية بشأن وقف الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل كأنها "طهي في قِدر ضغط".
ونقلت قناة "أخبار 12" العبرية عن الرئيس السابق لشعبة الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، وعضو كبير في فريق التفاوض للإفراج عن الرهائن السابقين، أورين سيتر، قوله إن "إصرار ترامب على تسريع مفاوضات شرم الشيخ يعزى إلى "أسباب فنية تتعلق بعلم التفاوض، وتفرض على الجميع حتمية إبرام الصفقة بأقصى سرعة".
واعتبر أورين سيتر، أن "التراخي – وإن كان له ما يبرره – قد يعيد الجميع إلى نقطة الصفر".
وأضاف: "التوصل إلى اتفاق في مثل هذه المفاوضات المعقدة والصعبة، والتي تتم في ظل خلافات سياسية وأيدلوجية بين الأطراف المشاركة، يشبه عملية الطهي في قدر الضغط"، بحسب وصفه.
وأضاف سيتر "ليس من المطلوب فقط توفير المواد الخام المناسبة ــ البنود المختلفة التي تشكل الاتفاق ــ بل يجب إجراء المفاوضات في (درجة حرارة عالية)، وتحت ضغط".
وتابع: "بهذه الطريقة فقط يمكن نضوج المفاوضات، وتحولها إلى اتفاق، خاصة أن جولة المفاوضات الحالية هى أول فرصة لتلبية شروط وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن".
وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أن ترامب أعد بالفعل "المواد الخام"، وصاغ لأول مرة خطة تفصيلية لمثل هذا الاتفاق. وحتى لو كانت هذه الخطة مجرد أساس للمفاوضات، وليست اتفاقًا نهائيًّا، فلن يمكنها مناقشة تفاصيل مختلف القضايا التي تتطلبها الوساطة.
واعترف خبير علم التفاوض بأن "إسرائيل لم تسمح إطلاقًا بطرح أي مقترح تفصيلي لاتفاق إنهاء الحرب، سواء كان ذلك بسبب إصرارها على الاتفاقات الجزئية حتى أغسطس/آب الماضي، أو لتمسكها بصيغ عامة جامدة، كانت تمليها حماس بعيدًا عن صلاحيتها كأساس للمفاوضات".
وأردف "لذلك، لم تكن هناك إمكانية لإجراء مفاوضات جادة، وفي كل الأحوال، وبالتالي استحالة التوصل إلى اتفاق نهائي".
وبحسبه فإنه عبر الخطة، تنفرد دوائر التفاوض في منتجع شرم الشيخ بميزة مهمة، وهي أنه لأول مرة يتفاوض الطرفان على الهدف النهائي: إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء الحرب بضمانات مُرضية لحماس.
وعزا الخبير الإسرائيلي اختلاف مفاوضات منتجع شرم الشيخ عن سوابقها إلى 3 أسباب رئيسية: إصرار ترامب هذه المرة على إنهاء الحرب؛ والضغط الذي يمارسه هو الوسيلة الوحيدة المتاحة، للتغلب على العقبات الأيديولوجية والسياسية، التي حالت حتى الآن دون دخول الحكومة الإسرائيلية في مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق.
وقال: "كما نجح الرئيس الأمريكي في إشراك تركيا، التي تشكل سندًا دينيًّا وأيدلوجيًّا لحماس، وكان لأنقرة إلى جانب الدوحة دور بارز في إقناع حماس بالجلوس حول طاولة المفاوضات".
واستطرد: "منح ترامب فرصة جادة للمفاوضات حين فرض على إسرائيل إدارتها بقيادة مستوى وزاري، وليس فقط عبر تحريكها عن بُعد، وهو ما خلق ضغوطًا أكبر وظروفًا أفضل للمفاوضات، سواء بسبب المرونة الأكبر في اتخاذ القرارات على الأرض، أو بسبب القدرة المحسنة في التأثير على قرارات رئيس الوزراء في إسرائيل".
وخلص الخبير الإسرائيلي إلى أن الضغوط العسكرية التي لا يتنازل عنها الجيش الإسرائيلي في غزة توازيًا مع مفاوضات شرم الشيخ، تزيد الأمور تعقيدًا، خاصة وأن هذه الضغوط فشلت في جولات سابقة خلال محاولة إبرام اتفاق جزئي للإفراج عن 10 رهائن فقط.