حذر القيادي في حركة حماس فوزي برهوم، اليوم الثلاثاء من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عرقلة وإفشال الجولة الحالية من المفاوضات كما أفشل الجولات السابقة".
وأكد أنه "على الرغم من القوة العسكرية الغاشمة والدعم اللامحدود والشراكة الأمريكية الكاملة في حرب الإبادة في غزة، فإنهم لم ولن يفلحوا في إحراز صورةِ نصرٍ زائفة".
وقال برهوم إن "أولوية حركة حماس تتمثل بالوقف الفوريّ للعدوان وحرب الإبادة على قطاع غزّة، ونُجدِّد عهدنا بالتمسّك بكامل حقوقنا الوطنية الثابتة، والدفاع عن تطلّعات شعبنا الأبيّ في التحرير والإصلاح والاستقلال".
وأضاف "لقد عانى أهلُنا الصامدون في قطاع غزّة على مدار عامين كاملين من حرب إبادة، وتجويعٍ ممنهج، وتدميرٍ شامل، وتطهيرٍ عرقيٍّ على يد الاحتلال الصهيوني، في عدوانٍ لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلًا".
ولفت القيادي في حركة حماس إلى أنه "في الذكرى السنوية الثانية لـ(طوفان الأقصى)، ننحني إجلالًا وإكبارًا أمام أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقَوا خلال مسيرة النضال والصمود في وجه العدوان الصهيوني الغاشم".
وقال "نترحّم على أرواح قياداتنا الأبرار الذين ارتقَوا في معركة طوفان الأقصى الخالدة، وفي مقدّمتهم القادة الشهداء: القائد الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهيد صالح العاروري، والقائد الشهيد يحيى السنوار، والقائد الشهيد محمد الضيف، قائد أركان كتائب القسام، وقوافل شهدائنا الأحرار من لبنان واليمن وإيران والأردن وتركيا وقطر، الذين امتزجت دماؤهم الزكية بدماء شعبنا على طريق تحرير القدس والأقصى".
واستطرد القيادي في حماس "يواجه أسرانا ومعتقلونا في سجون الاحتلال الصهيوني جحيمًا مضاعفًا من التجويع والإذلال والتنكيل الممنهج؛ وقد ارتقى منهم نحو 80 أسيرًا، بينهم 50 من قطاع غزّة، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمّد والحرمان من الغذاء والدواء".
وتابع "رغم الأهوال المروّعة والمآسي التي فاقت حدود الوصف، بما في ذلك النزوح والتشريد القسري والحرمان من أبسط مقوّمات الحياة الإنسانية، ورغم المجازر التي يندى لها الجبين، والقصف والقتل والسلوك الإجرامي لنتنياهو مُني هذا الاحتلال بفشلٍ ذريعٍ في تحقيق أهدافه العدوانية، وفي مقدمتها كلّ محاولات التهجير القسري، واستعادة الأسرى بالقوة، أو زرع كياناتٍ عميلةٍ بديلة".
وأردف القيادي في حركة حماس "ارتقى بهذه الملحمة البطولية الإنسانية أكثر من 67 ألف شهيد، ونحو 170 ألف جريح ومصاب، وأكثر من 15 ألف مفقود، الغالبية العظمى منهم من الأطفال والنساء. وتجاوز عدد شهداء التجويع المتعمّد 500 شهيد، ومئاتُ آلافِ النازحين، في ظل شراكةٍ أمريكيةٍ كاملة، وعجزٍ مريبٍ من قبل المنظومة الأممية والمجتمع الدولي".
وتابع "ما يقارب من 95% من ضحايا هذا العدوان السافر هم من المدنيين العزّل، ممّا يشكّل وصمةَ عارٍ أبدية على جبين هذا الكيان الصهيوني وكلّ الداعمين له، والصامتين عن تجريم هذه الإبادة".
واستطرد القيادي قائلاً "لقد أثبتت مخططات العدو الصهيوني أن حربه خلال عامين لم تكن موجهة ضدّ حماس وفصائل المقاومة فحسب، بل كانت حربًا شاملةً على الوجود الفلسطيني برمّتِه، وسعيًا محمومًا لكسر إرادة شعبِنا وطمس قضيتِه وشطبِ حقّه الأصيل في التحرير والعودة".
وأكد برهوم أن "الضفة الغربية والقدس المحتلتان لم تكن بمعزلٍ عن الأجندة الفاشية لحكومة الاحتلال التوسعية، التي تسعى للضمّ والتهجير والاستيلاء الكامل على الأراضي، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك".
واعتبر أن "هذه المخططات تكشف بجلاء حقيقة الاحتلال قوّةً غاشمةً توسعيةً تُهدّد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
وقال "كما انفضحت حقيقة نوايا العدو الاستعماريةِ التوسعيةِ على حساب أراضي وسيادة دولِنا العربية والإسلامية وأمنِها واستقرارِها، من خلال تصريحات قادتِه المجرمين وأحلامِهم حول ما يُسمّى (إسرائيل الكبرى)؛ ممّا يستدعي إجراءاتٍ عمليةً رادعةً لهذا الكيان الصهيوني".
وجدد القيادي تأكيد حركة حماس على أن "حكومةَ مجرمِ الحرب نتنياهو والإدارةَ الأمريكيةَ الداعمةَ له تتحمّلان المسؤوليةَ السياسيةَ والقانونيةَ والأخلاقيةَ والتاريخيةَ الكاملة عن جرائمِ الحرب والإبادة المرتكبة في غزة".
وأردف "أعادت معركة طوفان الأقصى البطولية قضيتَنا الوطنيةَ إلى موقعها العالمي، وكشفت وجهَ الاحتلالِ الفاشي وكونه خطرًا على أمن واستقرار المنطقة والعالم، ووضعته في عزلةٍ غير مسبوقة، وحرّكت ضمائر الشعوب والهيئات للوقوف مع شعبنا والاعتراف بدولتِه المستقلة".
وأضاف "إيمانًا بمسؤوليتنا الوطنية تجاه شعبنا وحقوقه المشروعة، تعاملت الحركةُ بمسؤوليةٍ عالية مع كلّ مقترحاتِ وقفِ إطلاق النار خلال العامين الماضيين، والتي كان آخرُها مقترحَ الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)".