ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم العربي

بين الماضي والحاضر.. حرب غزة تعيد فتح جرح النكبة الفلسطينية

عمليات تهجير الفلسطينيين بين الحاضر والسابق

استحضرت مشاهد التهجير والقتل المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 النكبة الفلسطينية الكبرى عام 1948، لكن هذه المقارنات ليست مجرد تشبيهات تاريخية، بل تعكس استمرارية في عملية الإزاحة والاستبدال، كما تؤكد تقارير من منظمات دولية وصحف عالمية.

في النكبة عام 1948، تم تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني، وتدمير مئات القرى؛ ما أدى إلى مقتل نحو 15 ألف شخص. أما اليوم، فقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 66 ألفاً، بينهم أكثر من 19 ألف طفل، وتهجير أكثر من 1.9 مليون شخص؛ أي ما يعادل 90% من سكان القطاع.

أخبار ذات علاقة

اجتماع ترامب مع قادة ومسؤولين من دول عربية وإسلامية

منع التهجير وإعمار غزة.. دول عربية وإسلامية ترحب بخطة ترامب

التاريخ يعيد نفسه

ويصف خبراء وشهود هذه الأحداث بأنها "نكبة مستمرة"، حيث يعيد التاريخ نفسه بألوان "أكثر وحشية". ففي تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، وصف فلسطينيون نازحون الوضع بأنه "تكرار للنكبة"، مشيرين إلى أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي غطت 84% من أراضي غزة؛ ما أجبر السكان على النزوح مرات عديدة، وصلت في بعض الحالات إلى عشر مرات.

وقال الدكتور حسن، وهو طبيب فلسطيني يبلغ من العمر 49 عاماً من جباليا: "الأمر الأول الذي خطر ببالي كان النكبة عام 1948.. كانوا يحاولون فعل ذلك مرة أخرى، للاستيلاء على أرضنا وبيوتنا".

وكشفت شهادات أخرى مماثلة وثقتها صحيفة "الغارديان" البريطانية عن صدمة نفسية عميقة، حيث يعيش الناجون من النكبة الأولى، مثل أم غدير البالغة 78 عاماً، النزوح الجديد كتكرار للكابوس الذي عاشوه في طفولتهم؛ إذ قالت: "بكيت بشدة لأنني أعدت عيش تجربة النزوح عندما فررنا من بيوتنا عام 1948".

ومن الناحية الإحصائية، تتجاوز الأرقام الحالية تلك الخاصة بالنكبة الأولى؛ ففي عام 1948 تم تهجير 700 ألف فلسطيني، ووقعت مجازر مثل مجزرة اللد التي قُتل فيها نحو 170 شخصاً.

تدمير 52% من المباني

أما في غزة اليوم، فقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير أكثر من 52% من المباني، بما في ذلك 93% من المدارس وجميع الجامعات، و80% من المنشآت التجارية. كما أن 42 مليون طن من الأنقاض تغطي المنطقة، وسيستغرق إزالتها 14 عاما على الأقل.

وهذا التدمير ليس عرضياً، بل جزء من سياسة وصفها خبراء في الأمم المتحدة بأنها "تطهير عرقي جماعي". ففي بيانٍ للمقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، نقلته وكالة "رويترز"، حذرت من "خطر جسيم لتكرار نكبة عام 1948 على نطاق أكبر"، مشيرة إلى أن إسرائيل نفذت بالفعل تطهيراً عرقياً تحت غطاء الحرب.

كما أكدت تصريحات مسؤولين إسرائيليين هذه المقارنات؛ إذ قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر: "نحن ننفذ الآن نكبة غزة"، فيما وصف وزير التراث أميخاي إلياهو الوضع بـ"نكبة 2023".

كارثة إنسانية خطيرة

وأثارت هذه التصريحات مخاوف دولية؛ إذ حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "كارثة إنسانية خطيرة" في غزة، مشدداً على أن النزوح الجماعي يعيد إلى الأذهان النكبة.

كما أكدت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني في جلسة تذكارية عام 2024 أن "نكبة 1948 والنكبة اليوم في غزة ليستا حدثين منفصلين، بل عملية مستمرة للإزاحة والاستبدال".

وقال شيخ نيانغ، رئيس اللجنة: "اليوم، نحن نعيد تذكّر أحداث 1948 والسنوات اللاحقة، التي أدت إلى حرمان وتهجير نحو 750 ألف فلسطيني من أراضي أجدادهم".

ومن الناحية القانونية الدولية، يُعتبر النزوح القسري جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، كما أكدت "هيومن رايتس ووتش"، مشيرة إلى انتهاك اتفاقية جنيف الرابعة.

كما أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف العمليات في رفح وضمان تدفق المساعدات، لكن الامتثال كان محدوداً. وفي جلسة الأمم المتحدة، دعا رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم، إلى "الكف عن الآلام والمعاناة.. حان الوقت لإنهاء الاحتلال والنفي وإنقاذ الأجيال القادمة من الموت والعبودية والنزوح".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC