الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
هل تخيلت يوما أن دولة بأكملها يمكن أن تُشل في أيام قليلة ليس بالقصف ولا بالغزو، بل بإغلاق صامت لمسار الكهرباء؟
تايوان الجزيرة التي تصنع قلب صناعة أشباه الموصلات العالمية تواجه اليوم تهديدًا لم يسبق له مثيل.. الصين بدلًا من شن غزو بري كامل، يمكنها شل تايوان بحصار بحري يقطع واردات الوقود الحيوية وخاصة الغاز الطبيعي المسال؛ ما يهدد تيار الكهرباء ويجعل الصناعة تقف على الحافة.
تعتمد تايوان على واردات الوقود بنسبة تقارب 97% من احتياجاتها.. الغاز الطبيعي المسال وحده يغذي نحو نصف الكهرباء، ويشكل نقطة ضعف حرجة.. المناورات الصينية الأخيرة أظهرت كيف يمكن للحصار البحري أن يستنزف مخزون الغاز خلال أيام قليلة؛ ما يترك الجزيرة بلا كهرباء ويشل المصانع الحيوية، بما فيها مصانع أشباه الموصلات التي يعتمد عليها العالم كله.
الحصار لا يحتاج إلى قصف مدفعي أو طائرات مقاتلة.. بكين قد تستخدم إجراءات إنفاذ بحري أو حجوزات على الشحنات لتسمية عملها بـ"الحجر الصحي" لكن التأثير يكون حقيقيًّا وواسع النطاق.. النتيجة.. تقنين كهربائي مؤلم وتوقف صناعات إستراتيجية، وحاجة عاجلة لتدخل الولايات المتحدة لضمان استمرار الإمدادات.
انقطاع الكهرباء يعني توقف التصنيع وارتباك الأسواق العالمية، خصوصًا صناعة الرقائق الإلكترونية.. كما أن تايوان ستصبح في معضلة سياسية.. كيف تواجه ضغوط الصين دون الدخول في صراع عسكري مباشر؟.. واشنطن بدورها أمام اختبار صعب، فالرد على الحصار أقل وضوحًا من الرد على غزو شامل، وقد يثير توترًا عالميًّا.
تايوان تحاول تعزيز مخزون الغاز، وإعادة التفكير بالطاقة النووية، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، لكن هذه الحلول ستستغرق سنوات.. الولايات المتحدة تدعم جزئيًّا من خلال مشاريع لتأمين الغاز الطبيعي المسال الأميركي وتقديم ضمانات للشحنات، لتقليل قدرة الصين على استخدام الطاقة كورقة ضغط فعالة.