logo
العالم

"القتل البنّاء".. معركة النفوذ البحري تحتدم بين الصين وبريطانيا في مضيق تايوان

حاملة الطائرات "أمير ويلز" في طوكيوالمصدر: نيوزويك

في خطوة وُصفت بأنها "مضايقة متعمدة"، أجرت القوات العسكرية الصينية مناورات بحرية بالقرب من سفن البحرية البريطانية في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، شملت هجمات صاروخية وهمية على فرقاطة بريطانية وتعقبًا لحاملة طائرات.

تعكس هذه التحركات، التي وصفتها صحيفة "ذا تايمز" البريطانية بأنها عدوانية، تصعيدًا جديدًا في التنافس البحري المتنامي بين بكين ولندن ضمن صراع أوسع على النفوذ وحرية الملاحة في المحيطين الهندي والهادئ.

رسائل القوة الصينية ومفهوم "القتل البناء"

وبحسب التقارير، نفذت طائرات صينية مناورات أُطلق عليها "القتل البناء" ضد السفينة الحربية إتش إم إس ريتشموند، حيث تحاكي المقاتلات هجومًا صاروخيًّا دون إطلاق فعلي.

كما تابعت سفن حربية صينية حاملة الطائرات البريطانية إتش إم إس برينس أوف ويلز، بينما لاحقت مروحية صينية من طراز تشانغي زد-10 مروحية ميرلين إم كيه 2 البريطانية.

أخبار ذات علاقة

قاعدة اللواء 611

الصين تُصعّد صاروخيًا.. هل تصبح تايوان تحت تهديد "اللواء 611"؟

هذه المناورات ليست مجرد استعراض تكتيكي؛ بل رسالة سياسية؛ إذ تحاول بكين اختبار حدود التدخل الغربي في محيطها الحيوي، وإثبات استعدادها لردع أي وجود عسكري أجنبي في المناطق التي تعتبرها "خطوطًا حمراء"، وعلى رأسها مضيق تايوان وجزر سبراتلي المتنازع عليها.

ورغم خطورة ما ورد في تقارير الضباط البريطانيين، فقد تمسكت وزارة الدفاع البريطانية بوصف ما حدث بـ"التفاعلات الروتينية"، مؤكدة عدم وقوع أي نشاط غير آمن أو تهديد مباشر. 

لكن تصريحات ضباط البحرية، مثل الملازم روهان لويس الذي قال إن الصينيين "كانوا يحاولون مضايقتنا"، تعكس قلقًا متزايدًا داخل المؤسسة العسكرية البريطانية من استراتيجية بكين في المنطقة.

في المقابل، سخرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الرسمية من الوجود البريطاني، واعتبرت تحركات لندن في المحيط الهادئ "محاولة استعمارية متأخرة" و"حنينًا إلى الإمبراطورية". 

كما يكشف هذا التباين في الخطاب أن الصراع لم يعد عسكريًّا فقط، بل إعلامي ورمزي أيضًا.

دلالات استراتيجية وتحديات مستقبلية

تكشف هذه المواجهات البحرية أن بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان باتا مسرحًا لتوازنات دقيقة بين القوى الكبرى. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الصيني شي والرئيس الأمريكي ترامب

واشنطن في اختبار صعب.. حماية تايوان أم مقايضة النفوذ مع بكين؟

فبينما ترى بريطانيا أن مشاركتها في عمليات "حرية الملاحة" تأكيد على التزامها بالقانون الدولي، تعتبرها الصين استفزازًا مباشرًا في مناطق تطالب بها سياديًّا.

وتزامنت هذه الحوادث مع مشاركة حاملة الطائرات البريطانية في تدريبات مشتركة مع شركاء إقليميين مثل ماليزيا وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا، يعكس توجهًا غربيًّا لتعزيز التنسيق الأمني ضد ما يُنظر إليه كـ"تمدّد صيني".

ومع عودة مجموعة الحاملة إلى بورتسموث في ديسمبر، تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت لندن ستواصل تحدي بكين في المحيط الهادئ، أم أن هذه المواجهة ستدفعها إلى إعادة تقييم استراتيجيتها البحرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC