إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
رواندا، الدولة الصغيرة في قلب أفريقيا، تُستدعى من جديد إلى مشهدٍ لا علاقة لها ببداياته، لكنها اليوم على موعد مع نهايات قسرية لمهاجرين لفظتهم حدود العالم الأول.
قرارات تكتبها السياسات بلغة المصالح، بينما تُرمى مصائر البشر كأنها فائض لا لزوم له.
فهل صارت القارة السمراء مكبًّا لسياسات الهجرة؟
الولايات المتحدة تُعيد تفعيل سيناريو كان مثار جدل في بريطانيا: ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، كجزء من خطة يُراد لها أن تبدو "حلاً عملياً"، لكنها في عمقها تطرح أسئلة إنسانية وقانونية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها.
رواندا، التي تحاول منذ سنوات بناء صورة جديدة مستقرة، تجد نفسها بين مطرقة وعود الدعم المالي وسندان استقبال بشر تقطعت بهم السبل.
الخطط التي تروج لها الولايات المتحدة مثيرة للجدل. فمن جهة، تسعى لتخفيف الضغط عن حدودها الجنوبية، ومن جهة أخرى، تسلط الضوء على مسؤوليات دولية قد تفرض على دول أخرى مثل رواندا استقبال المهاجرين في إطار اتفاقيات مع واشنطن.
وعلى الرغم من أن هذه السياسة قد تلقى دعماً من بعض الأوساط السياسية، فإن هذه الخطة تثير مخاوف حقوقية، لا سيما أن رواندا نفسها لا تزال تعاني أعباء اقتصادية وإنسانية كبيرة.
في الوقت نفسه، أثار توقيع هذا الاتفاق شبهات حول خلفياته السياسية وتأثيراته طويلة المدى في اللاجئين الذين قد يجدون أنفسهم في دولة تبعد آلاف الأميال عن وطنهم، لا سيما في ظل التكلفة المالية العالية التي فرضتها خطة سابقة مماثلة في بريطانيا. فهل ما يجري مجرد سياسة؟ أم أنه انعكاس صارخ لتحوّل العالم إلى مسرحٍ بارد، حيث لا مكان للضعفاء إلا في ظلال الصفقات؟