كمن يستيقظ على إنذار طويل لا ينطفئ.. تجد أوروبا نفسها اليوم أمام واقع أمني غير مسبوق منذ عقود.. يدفعها للتحرك بشكل عاجل لكنها لا تدري في أي اتجاه.
"ناقوس خطر" دقته تقارير أمنية أوروبية ونقلتها "وول ستريت جورنال".. تفيد بأن روسيا بدأت فعليا شن حرب خفية ضد القارة لا بالصواريخ والدبابات بل عبر ما يعرف بـ"المنطقة الرمادية".. حيث لا سلام كامل ولا حرب معلنة..
هذه "الحرب الهجينة"، كما وصفت، تتجسد في هجمات سيبرانية.. انتهاكات جوية.. حملات تضليل إعلامي وعمليات تخريب تطال بنى تحتية ومنشآت حيوية.. ومن هنا بات مسؤولون أوروبيون يكررون رسالة كانت في وقت قريب من "المحرمات السياسية".. استعدوا لاحتمال الصدام مع روسيا.. وبالتالي انتهاء فكرة رُوج لها لعقود.. تتلخص بـ"السلام كقدر نهائي".
وضمن ما يمكن اعتباره "سقفا مرتفعا من التحذيرات".. شبه المستشار الألماني فريدريش ميرتس استراتيجية فلاديمير بوتين في أوكرانيا بتحركات هتلر عام 1938.. بينما لم يستبعد أمين عام الناتو مارك روته إمكانية نشوب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا خلال خمس سنوات.. كل هذا يأتي مع قلق أوروبي متصاعد من مسار إدارة دونالد ترامب التفاوضي بشأن أوكرانيا "وسلام مزمع" قد يمنح موسكو فسحة لالتقاط الأنفاس.
وبين إنفاق عسكري يتصاعد.. خطط لإعادة التجنيد وشعوب قلقة من كلفة حرب لا طاقة لهم على تحملها.. يجد السؤال لنفسه موطئ قدم في المعادلة.. هل تنجح أوروبا في ردع حرب لم تعلن؟.. أم أن "المنطقة الرمادية" تمهد لأيام أصعب؟.