كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن الولايات المتحدة قد تبدأ بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، في صفقة تحاكي خطة حزب المحافظين البريطاني السابقة، التي ألغتها حكومة حزب العمال.
وأفادت الصحيفة أن رواندا، الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، استقبلت بالفعل مُرحّلين أمريكيين، من بينهم عراقي واحد على الأقل، وفقًا لبرقية دبلوماسية نُشرت مؤخرًا في الولايات المتحدة.
وأشارت البرقية إلى أن رواندا قد تُدرج ضمن قائمة "الدول الثالثة" التي ترسل إليها إدارة الرئيس دونالد ترامب المهاجرين المرحّلين، إلى جانب دول مثل السلفادور، التي استقبلت مئات المُرحّلين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قد ألغى خطة حكومة المحافظين لترحيل المهاجرين إلى رواندا فور فوزه بالانتخابات في يوليو/تموز الماضي، دون تنفيذ أي عملية ترحيل قسري.
وفي تعليقها، هنأت وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، سويلا برافرمان، الرئيس ترامب عبر حسابها على منصة "إكس"، قائلة: "أحسنت يا فخامة الرئيس ترامب".
وأضافت: "لقد أوقفتنا المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وألغى حزب العمال خطتنا الرادعة، بينما يُظهر لنا الأمريكيون كيف تكون مراقبة الحدود الفعّالة؛ إنه أمر مُهين للمملكة المتحدة".
من جهته، قال كريس فيلب، وزير الداخلية في حكومة الظل: "إذا مضت الولايات المتحدة قدمًا في استخدام رواندا لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، فسيُبرز ذلك الخطأ الكارثي الذي ارتكبه كير ستارمر بإلغاء برنامج رواندا قبل تطبيقه".
وأكد أن "عام 2025 كان الأسوأ على الإطلاق فيما يخص عبور المهاجرين غير الشرعيين للقناة الإنجليزية"، داعيًا ستارمر إلى بناء نظام بديل وإعادة إطلاق خطة الترحيل بشكل سريع.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الداخلية البريطانية الحالية، إيفيت كوبر، لطالما انتقدت خطة رواندا، ووصفتها بأنها "إهدار ضخم للأموال"، حيث بلغت تكلفتها على دافعي الضرائب نحو 700 مليون جنيه إسترليني؛ ورغم هذا الإنفاق، أُرسل 4 مهاجرين فقط إلى رواندا، وجميعهم بشكل طوعي.
وأوضحت الصحيفة أن المبلغ الضخم تضمن مدفوعات مباشرة لرواندا بقيمة 290 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى تكاليف رحلات جوية لم تُقلع، واحتجاز مئات الأشخاص، ثم إطلاق سراحهم، مع توظيف أكثر من ألف موظف حكومي لإدارة الخطة.
ونقلت عن مصدر حكومي قوله إن "84 ألف شخص عبروا القناة الإنجليزية على متن قوارب صغيرة منذ الإعلان عن خطة رواندا وحتى إلغائها، ومع ذلك، لم يُرحّل سوى 4 أشخاص بتكلفة تجاوزت 150 ألف جنيه للفرد الواحد".
وختم المصدر بالتأكيد أن "هذا هو البرنامج الذي يريد المحافظون إعادته، وليس ما تفعله إدارة ترامب، وإذا أرادوا إقناع الشعب البريطاني بهذه القضية، فعليهم أن يبدأوا بالصدق بشأن ما حققوه في المرة السابقة، وكم كلفوا أنفسهم."