ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

"حصان استعراض".. هكذا تنظر إدارة ترامب إلى هيغسيث

"حصان استعراض".. هكذا تنظر إدارة ترامب إلى هيغسيث
بيت هيغسيثالمصدر: (أ ف ب)
23 أبريل 2025، 7:42 م

كشف تقرير نشره موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن نظرة الفريق الرئاسي في الإدارة الأمريكية الوافدة إلى بيت هيسغيث وزيرهم الجديد الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب، في ظل الفضائح والأزمات التي تلاحقه منذ توليه المنصب.

ويقول التقرير: "عندما اختار الرئيس دونالد ترامب مذيع (فوكس نيوز) هيغسيث وزيرًا للدفاع، أدرك فريق الرئاسة قلة خبرته في الشؤون العسكرية والإدارية وهو ما يتطلب إحاطته بفريق قوي من الكفاءات القادرة على إدارة أكبر مؤسسة بيروقراطية في البلاد".

وذهب التقرير إلى القول إن "المسؤولين كانوا ينظرون إلى هيغسث على أنه "حصان استعراض" أو بمعنى آخر "وجه إعلامي"، بينما يقع العبء الحقيقي لإدارة البنتاغون على عاتق مستشاريه".

واستدرك التقرير بالقول: "لكن ما حدث كان عكس ذلك تمامًا، فقد أحاط هيغسيث نفسه بمستشارين سرعان ما تحولوا إلى منافسين شرسين على النفوذ داخل الوزارة".

من الخفاء إلى العلن

وبحسب التقرير، فإن "الصراع، الذي بدأ في الكواليس، سرعان ما خرج إلى العلن، بصورة تصفيات حسابات، وعمليات إقالة مفاجئة، واتهامات بتسريب معلومات، ما أدى إلى ظهور عناوين صحفية محرجة وتسبب في حالة من الفوضى داخل وزارة الدفاع".

ورأى التقرير أن "هذه الفوضى لا تقتصر آثارها على تعطيل أجندة الرئيس ترامب فحسب، بل باتت تهدد مباشرة مستقبل هيغسث السياسي وقدرته على البقاء في منصبه".

ويقول "بوليتيكو" في تقريره إنه "في الوقت الذي تغذي فيه الانقسامات الأيديولوجية معظم الصراعات داخل إدارة ترامب -بين المحافظين التقليديين من جهة، وتيار "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا" ونشطاء "أمريكا أولًا" من جهة أخرى- فإن الأزمة الحالية في البنتاغون مختلفة تمامًا".

وأكد التقرير أن "ما يجري لا علاقة له بالسياسة، بل هو خلاف شخصي بحت"، وفق مسؤولين حاليين وسابقين في وزارة الدفاع، إلى جانب مقربين من أطراف الأزمة.

صراعات نفوذ

وبحسب المصادر، فإن "أقرب مستشاري هيغسيث انخرطوا في صراعات خفية على النفوذ، ما ولّد حالة من انعدام الثقة والمناورات الداخلية التي زعزعت استقرار واحدة من أهم المؤسسات الدفاعية في العالم".

و"يفسر حجم الخلاف، الذي لم يُكشف عنه سابقًا، الفوضى التي عمّت وزارة الدفاع في الأسابيع الأخيرة. كما يُؤكد مخاوف المتشككين من افتقار هيغسيث للخبرة الإدارية اللازمة لإدارة مؤسسة ضخمة"، وفق التقرير.

وقال شخص مطلع على هذا الخلاف: "هناك توتر شديد، وصراعات عميقة متراكمة. وهناك كثير من الناس الذين يحاولون فرض هيمنتهم في مجال يصعب فيه الاستغناء عن شخص آخر".

حملة منظمة

ولاحقاً، وصلت حدة الخلافات الداخلية إلى درجة دفعت هيغسيث للاشتباه بأن التسريبات الأخيرة إلى وسائل الإعلام لم تكن عشوائية، بل جزء من حملة منظمة يقودها كبار مساعديه للإضرار بسمعة خصومهم داخل الوزارة، وفقًا لمصدر مقرّب منه.

هذه المحاولات، وإن استهدفت أطرافًا بعينها، انعكست سلبًا على صورة هيغسيث نفسه، وعلى سمعة وزارة الدفاع بأكملها، في لحظة سياسية حساسة.

ويقف جو كاسبر  رئيس مكتب وزير الدفاع المستقيل، في قلب الأزمة، حسب وصف التقرير، الذي قال مطّلعون على الملف إنه أسهم في خلق بيئة عمل سامة داخل الوزارة، وأدى دورًا محوريًا الأسبوع الماضي في الإطاحة بثلاثة من كبار المسؤولين في البنتاغون.

وبحسب المصادر، فإن هذه الإقالات جاءت كجزء من محاولة واضحة لإحكام السيطرة وتركيز النفوذ داخل الوزارة. كاسبر، من جهته، نفى ارتكاب أي سلوك غير لائق أو أن تكون له علاقة مباشرة بقرارات الإقالة.

تسريبات حساسة

في الجانب الآخر من الصراع يقف الموظفون الثلاثة الذين تمّت إقالتهم أخيرًا، والذين كانوا يُعتبرون من أقرب الحلفاء الموثوقين لهيغسيث، وهم: المستشار الأول دان كالدويل، نائب رئيس مكتب الوزير دارين سلنيك، وكولين كارول، رئيس مكتب نائب وزير الدفاع.

وعلى الرغم من الإقالات المفاجئة، يصر هؤلاء المسؤولون على براءتهم من أي تهم أو سلوكيات مسيئة، مؤكدين ولاءهم المستمر للوزير.

في المقابل، نفت وزارة الدفاع وجود صراع شخصي بين كبار الموظفين، لكنها امتنعت من الإدلاء بأي تعليق إضافي حول ما يجري داخل أروقة الوزارة.

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المسؤولين الذين تمّت إقالتهم سرّبوا معلومات إلى وسائل الإعلام، وشاركتهم في ما وصفته بـ"حملة تشويه داخل وزارة الدفاع" تهدف للإضرار بسمعة الوزير هيغسيث.

وقالت ليفيت، في مؤتمر صحفي عُقد الثلاثاء: "منذ اليوم الأول لهذه الإدارة، كان واضحًا أننا لن نتسامح مع من يقومون بتسريب معلومات إلى وسائل الإعلام، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمواد حساسة".

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث

"فضائح لا تنتهي".. هيغسيث يستغل معلومات "شبكة عسكرية آمنة"

عناوين سلبية

وأضاف أن اندلاع الخلافات الداخلية في وزارة الدفاع -وهي جهة يُفترض أن تبتعد تقليديًا عن التحزّب السياسي وتحافظ على الانضباط المؤسسي- مزيدًا من العناوين السلبية التي تلاحق وزير الدفاع بيت هيغسث في الآونة الأخيرة.

ولا تزال تداعيات فضيحة أخرى تلاحق الوزير، بعدما أرسل عن طريق الخطأ معلومات حساسة تتعلق بضربات عسكرية في اليمن إلى قادة أمنيين عبر تطبيق "سيغنال"، ضمن محادثة شملت صحفيًا في مجلة "أتلانتيك" عن طريق الخطأ. 

وتشير تقارير إلى أنه شارك هذه التفاصيل أيضًا مع أفراد من عائلته، إلى جانب عدة هفوات بارزة أخرى أثارت تساؤلات حول أدائه.

وقال مصدر مطلع على ما يجري داخل وزارة الدفاع: "هناك انهيار كامل في المبنى، وهذا ينعكس مباشرة على قيادة الوزير الذي أحاط نفسه بأشخاص لا يضعون مصلحته في المقام الأول"، وفق "بوليتيكو".

أخبار ذات علاقة

بيت هيغسيث (وسط)

"فوضى عارمة".. زلزال "سيغنال" يضرب البنتاغون ومستقبل هيغسيث على المحك

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC