كشف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن جو كاسبر، رئيس أركان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، سيترك منصبه في الأيام المقبلة، لتولي منصب جديد داخل الوزارة.
يأتي الإعلان عن ذلك، بحسب موقع "بوليتيكو"، "في خضم أسبوع من الاضطرابات التي شهدتها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون"، ضمن تداعيات فضيحة تسريبات "سيغنال" المتعلقة بإدارة حرب اليمن.
وذكر المسؤول أنه "تم وضع المستشار الأول دان كالدويل، ودارين سيلنيك نائب رئيس مكتب هيغسث، وكولين كارول رئيس مكتب نائب وزير الدفاع ستيفن فاينبرغ، في إجازة إدارية هذا الأسبوع، في إطار تحقيق مستمر بشأن فضيحة التسريبات.
ونقل "بوليتيكو" عن 3 أشخاص مطلعين على القضية تأكيدهم أنه "تم إنهاء خدمات المسؤولين الحكوميين الثلاثة يوم الجمعة".
وتُضاف الحوادث الأخيرة إلى موجة أوسع من الاضطرابات ضربت البنتاغون في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك التداعيات الناجمة عن قيام بيت هيغسيث بنشر معلومات حساسة في محادثة على تطبيق "سيغنال" مع قادة آخرين في الأمن القومي، بالإضافة إلى زيارة مثيرة للجدل قام بها إيلون ماسك إلى الوزارة.
ورفض كل من كالدويل، وكارول، وسيلنيك، وكاسبر التعليق على الموضوع. وقال شخصان مطلعان إن كارول وسيلنيك يعتزمان رفع دعوى قضائية بتهمة "الفصل التعسفي".
وبحسب الموقع، "كارول وسيلنيك يعتزمان رفع دعوى قضائية بتهمة الفصل التعسفي، في الوقت الذي لم تعلق فيه وزارة الدفاع على الأمر".
وكان كاسبر قد طلب إجراء تحقيق في عدة ملفات منها "تسريبات البنتاغون في مارس/ آذار، والتي تضمنت خططاً عملياتية عسكرية لقناة بنما، وحاملة طائرات ثانية متجهة إلى البحر الأحمر، وزيارة ماسك، ووقف جمع المعلومات الاستخباراتية لأوكرانيا".
لكنّ البعض في البنتاغون بدأوا أيضًا يلاحظون التنافس بين كاسبر والمسؤولين المفصولين، وهو ما علق عليه مسؤول دفاعي بالقول: "لم يُعجب جو بهؤلاء الرجال. لكلٍّ منهم أسلوبه الخاص. لم يكن بينهم أيُّ انسجام أو توافق. كان الأمر خلافًا شخصيًا".
وستترك هذه التغييرات هيغسيث من دون رئيس مكتب، أو نائب رئيس مكتب، أو مستشار أول في مكتبه الأمامي، وفق المصادر.
وكشف مسؤول دفاعي آخر أن "هناك انهيار كامل في الوزارة، وهذا يعكس فعلياً أسلوب قيادة الوزير. هيغسيث أحاط نفسه بأشخاص لا يضعون مصلحته في المقام الأول"، حسب قوله.
وتأتي عمليات إنهاء الخدمة هذا الأسبوع في أعقاب عملية تطهير شملت كبار الضباط العسكريين في فبراير/ شباط، طالت رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال سي. كيو. براون ورئيسة العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي.
من جهته، قال مسؤول دفاعي ثالث: "من المرجح أن تزداد الفوضى. فهذا يُعزز بلا شك عامل الخوف والوعي بأن لا أحد بمأمن في وظيفته".
وتساءل مسؤولون آخرون عما تعنيه هذه التطورات لمستقبل هيغسيث، الذي لا يزال يُعتبر قائداً بلا خبرة لوزارة الدفاع، وقد فقد الآن معظم كبار مستشاريه.
من جانبه، قال مسؤول سابق في إدارة ترامب: "يضم المكتب الأمامي موظفين عسكريين نظاميين من الطراز الرفيع، لكن لا يمكنهم تعويض كل النقص في مؤسسة بهذا الحجم. وهذا النوع من الخلل يتفاقم بمرور الوقت".
في المقابل، رأى الديمقراطيون أن هذه الإقالات تمثل، من وجهة نظرهم، مثالاً إضافياً على عجز هيغسيث عن قيادة وزارة الدفاع الأمريكية، وفق "بوليتيكو".
وقال كريس ميجر، الذي شغل منصب مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن: "كان الجميع يعلم أن بيت هيغسيث لا يمتلك الصفات القيادية أو الخلفية أو الخبرة اللازمة لتولي منصب وزير الدفاع".
وأضاف: "كل ما شهدناه منذ ذلك الحين - من إقالة العديد من الأبطال الأمريكيين بدعوى انعدام الولاء، وإهمال قضية (سيغنال جيت)، وانعدام الشفافية التام، والآن رحيل العديد من الموظفين السياسيين - لم يؤكد إلا افتقاره للكفاءة القيادية"، على حد تعبيره.
