logo
الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2025المصدر: إرم نيوز
العالم

عام الزحف البطيء.. كيف أعادت روسيا رسم خريطة الحرب بأوكرانيا في 2025؟

لم يحمل عام 2025 تحولات صادمة على جبهات الحرب الروسية الأوكرانية، لكنه رسخ مسارا جديدا للصراع يتمثل في التقدم التدريجي والاختراقات المحدودة، وأيضا حرب الاستنزاف طويلة النفس. 

وخلال العام الماضي، شهدت الجبهات الروسية الأوكرانية تحولات ميدانية محسوبة عكست تغيرًا في أدوات القتال وأولويات الطرفين، وكرست واقعا عسكريا تتقدم فيه روسيا ببطء وتراهن أوكرانيا على الصمود والعمليات العميقة والضغط الدولي.

ووفقًا لتقديرات معهد دراسة الحرب «ISW»، تمكنت روسيا خلال 2025 من السيطرة على نحو 4700 كيلومتر مربع إضافية من الأراضي الأوكرانية، لترتفع نسبة المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى قرابة 20% من إجمالي مساحة أوكرانيا. 

أخبار ذات علاقة

فيديو

زابوريجيا تشتعل.. روسيا تطبق الخناق على أوريخيف وتفتح طريق "المعركة الكبرى"

وتقدم الدب الروسي على مختلف الجبهات، أبرزها مقاطعة «دونيتسك»، حيث عزز سيطرته على 70% من المنطقة، مع تطورات وزحف كبير في كل من بوكروفسك وكوبيانسك وديميتروف. 

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش الروسي حرر أكثر من 300 بلدة ومركز سكني خلال 2025، معتبرًا هذا العام - 2025 - هو مرحلة مفصلية في العملية العسكرية الخاصة.

وفي أغسطس الماضي، نفذت القوات الروسية اختراقًا تكتيكيًا سريعًا قرب دوبروبيليا، تقدمت خلاله نحو 10 كيلومترات، من خلال مجموعات صغيرة مرنة لاختراق الخطوط الدفاعية الأوكرانية، وهو ما شكل تهديدا مباشرا لبلدة كوستيانتينيفكا، والتي تعتبر آخر المراكز الحضرية الكبرى المتبقية بيد كييف في المنطقة.

وفي ديسمبر الجاري، أعلنت موسكو السيطرة الكاملة على بوكروفسك، وجار تطويق ديميتروف بالكامل، وهو ما اعتبره مراقبون تمهيدًا لمعركة أوسع باتجاه كراماتورسك، أكبر المعاقل الأوكرانية الكبرى في شرق البلاد.  

أخبار ذات علاقة

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف

تحذير من "النووي".. لماذا تلوّح روسيا بخطر الصدام مع الناتو؟

كما وصلت نسبة تطويق كراسني ليمان إلى نحو 50%، في إطار استراتيجية الضغط المتدرج بدل الهجوم الكاسح على الأراضي الأوكرانية والتي تعزز موقفها التفاوضي مع كييف.

في الجنوب، وتحديدًا محيط هوليايبولي واصلت القوات الروسية هجماتها دون تحقيق اختراق حاسم على الرغم من تكيف الضربات والتفوق العددي، وذلك بسبب العديد من التحديات الميدانية.

أما كورسك، فشكّلت ساحة مختلفة، بعدما تسللت القوات الأوكرانية إلى بعض مناطقها خلال الصيف، قبل أن تتعثر العمليات لاحقًا، والتي وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها إحدى انتصاراتنا منذ بداية الحرب.

واعتبر الرئيس الروسي تقدم القوات الأوكرانية في كورسك دليلًا دامغًا على تدخل أطراف خارجية، مشيرًا إلى دور قوات كورية شمالية في إزالة الألغام وتأمين المنطقة. 

أخبار ذات علاقة

فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي يكشف مستجدات محادثات السلام مع روسيا

وعلى الرغم من الاختراقات العسكرية، إلا أن عام 2025 تميز بظهور تحولات تكتيكية روسية واضحة، عكست استيعابًا لتجارب الأعوام السابقة.

وكان أبرز هذه التحولات تمثلت في صعود وحدة روبيكون السرية، المتخصصة في حرب المسيرات والتشويش الإلكتروني، واستخدام مسيرات تعتمد على كابلات الألياف الضوئية، غير القابلة للتعطيل عبر التشويش.

ولجأت أيضا القوات الروسية إلى تكتيك الدراجات النارية بدل المدرعات الثقيلة، لتقليل الخسائر أمام المسيرات الأوكرانية، مع تدريب وحدات مظلية على اقتحام المواقع بهذه الوسائل. 

ورغم الخسائر، مثل تدمير 15 دراجة من أصل 18 في هجوم قرب باهاتير، إلا أن هذا الأسلوب مكن موسكو من اختبار مرونة جديدة في الهجوم.

إلى جانب ذلك، كثفت روسيا حرب الاستنزاف عبر ضرب السكك الحديدية ومنشآت الطاقة، خاصة مع اقتراب الشتاء، في محاولة لإضعاف العمق اللوجستي الأوكراني. 

أخبار ذات علاقة

معارك شرق سومي

معارك شرق سومي.. روسيا تفتح محوراً جديداً لتوسيع المنطقة العازلة (تحليل عسكري)

وفي هذا السياق، أعلن بوتين أن الصاروخ الفرط صوتي «أوريشنيك» سيدخل الخدمة القتالية قبل نهاية 2025، مع بدء الإنتاج الكمي، كما تسلمت القوات الجوية الروسية طائرتين استراتيجيتين من طراز تو-160 إم.

وفي المقابل، ركزت أوكرانيا على العمليات العميقة، مستهدفة أكثر من 85 منشأة عسكرية وصناعية داخل روسيا خلال شهرين، شملت مصافي نفط وقواعد جوية في عمق سيبيريا، إضافة إلى هجمات غير مسبوقة على محطات طاقة في دونيتسك.

وأكد أولكسندر سيرسكي، القائد العام للقوات الأوكرانية، أن روسيا فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية لعام 2025، مشيرًا إلى أن كييف تطلق ذخيرة أقل من موسكو لكنها تعوض ذلك بالضربات النوعية والدعم الغربي.

في خطابه نهاية العام، شدد بوتين على أن الجيش الروسي يحافظ على المبادرة الاستراتيجية عبر الجبهة بأكملها، مؤكدًا أن أهداف الحرب ستتحقق حتمًا.

في المقابل، أشار زيلينسكي إلى أن روسيا لم تحقق اختراقات كبيرة، معتبرًا أن أي تقدم روسي يأتي بثمن باهظ، رابطا المسار العسكري بالحاجة إلى ضمانات أمنية حقيقية.

ورغم هذه التصريحات الروسية الأوكرانية، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن اقتراب السلام وفي نفس الوقت تعقيد المشهد، دون الدخول في تقييم مباشر للاختراقات، مكتفيًا بالتأكيد أن نهاية الحرب لن تتحقق إلا بتفاهم الطرفين.

وعلى الرغم من أن 2025 لم يقدم حسمًا عسكريًا، إلا أن التوقعات تشير إلى أن عام 2026 قد يشهد تصعيدًا مختلفًا أو الانتقال تدريجيًا نحو مسار تفاوضي يفرضه الرئيس ترامب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC