أصدرت روسيا تحذيرًا شديد اللهجة من مخاطر انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع حلف شمال الأطلسي، محذّرة من أن أي صراع بين دول نووية ستكون له "عواقب كارثية".
وجاء التحذير على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي قال إن موسكو والناتو اقتربا بشكل خطير من صدام مباشر خلال عام 2025.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن ريابكوف قوله إن ما وصفه بـ"الأعمال العدوانية" التي تقودها الولايات المتحدة وتحظى بدعم عدد من حلفائها الأوروبيين، تسهم في رفع مستوى التوتر إلى مستويات غير مسبوقة.
وأضاف أن بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص لعبتا دورًا بارزًا في هذا التصعيد.
أكد ريابكوف، خلال مشاركته في نقاش بنادي فالداي للحوار، أن خطر المواجهة العسكرية المباشرة بين الدول النووية بات أكثر واقعية، مشددًا على أن مثل هذا السيناريو ستكون له نتائج مدمرة على الأمن الدولي.
وقال: "ليس من الضروري التأكيد، خاصة أمام هذا الجمهور، على أن صراعًا من هذا النوع ستكون له عواقب كارثية".
وأشار المسؤول الروسي إلى ما وصفه بمحاولات الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن، في أواخر العام 2024، لتحقيق "هزيمة استراتيجية" لروسيا، معتبرًا هذه السياسة استفزازية وأسهمت في تأجيج التوترات.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الساحة الميدانية تصعيدًا لافتًا. فقد أعلنت روسيا أن القوات الأوكرانية شنت، يوم الاثنين، سلسلة هجمات استهدفت محطة نفطية وخط أنابيب، إضافة إلى طائرتين مقاتلتين متوقفتين وسفينتين داخل الأراضي الروسية، في إطار محاولات كييف لاحتواء التقدم العسكري الروسي.
كما قُتل جنرال روسي رفيع المستوى إثر تفجير سيارة مفخخة في العاصمة موسكو، في حادثة ترجّح التحقيقات الروسية تورط أوكرانيا فيها، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.
وواصلت دول حلف الناتو تقديم دعم عسكري وسياسي واسع لأوكرانيا، الأمر الذي عمّق التوترات القائمة بين موسكو وعدد من العواصم الأوروبية، لا سيما باريس وبرلين ولندن.
وتحذر روسيا منذ أسابيع من أن هذا الدعم قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب وتحولها إلى صراع أوسع، مع التلويح المتكرر بمخاطر استخدام الأسلحة النووية.
رغم التصعيد، لا تزال المفاوضات قائمة بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة الولايات المتحدة.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن أي تسوية تفاوضية تتطلب تنازلات متبادلة، مشددًا على أن القرار النهائي يعود إلى موسكو وكييف.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن فريق التفاوض الأوكراني يواصل اجتماعاته مع مسؤولين أمريكيين في فلوريدا، لمناقشة ملفات إنهاء الحرب والضمانات الأمنية وإعادة الإعمار، واصفًا المحادثات بأنها "بنّاءة".
وفي ظل استمرار الجهود الدبلوماسية، أعلن زيلينسكي عزمه فرض حزمة جديدة من العقوبات على كيانات روسية قبل نهاية العام، في خطوة قد تزيد من تعقيد المسار التفاوضي، وسط تحذيرات روسية متكررة من أن التصعيد قد يقود إلى مواجهة لا تُحمد عقباها.