تتكثف اللحظات التي تسبق التدخل الأمريكي المرتقب ضد إيران، حيث يتوقع المراقبون أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بمهاجمة إيران بين ساعة وأخرى، ما ينذر بتصعيد غير مسبوق.
واستكملت القوات الأمريكية استعداداتها، وجاهزيتها لتنفيذ أوامر ترامب، فيما ما زال من غير المعلوم، الخطط التي وضعتها القيادة العسكرية الأمريكية للهجمات، وبنك الأهداف التي ستطالها القاذفات الأمريكية.
ويرى استشاري الأمن الدولي والدفاع، ورئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع د. سيد غنيم، في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن الولايات المتحدة ستعتمد أحد خيارين أو سيناريوهين: الأول أن تكون ضربة أمريكية مركزة ضد منشأة تخصيب اليورانيوم "فوردو" عن طريق القاذفات "بي 2" عبر قنابل "جي بي يو 57" التي تستطيع اختراق التحصينات، ولكن بعد تنفيذ عدة ضربات للوصول إليها. والثاني أن تتدحرج الأمور لتتحول إلى حرب كبيرة بأهداف كثيرة.
ويضيف غنيم بأن ترامب يحاول إقناع الكونغرس بالموافقة على الهجوم، أو التهرب من الكونغرس، لأن الديمقراطيين يرفضون تماما، تنفيذ الضربات، ومعهم بعض الجمهوريين.
ويلفت الاستشاري في الأمن الدولي، إلى أن التهرب يعني أن يأخذ ترامب القرار بالهجوم، مستغلا ثغرة قانونية ما.
بالمقابل، يرى الخبير غنيم، أن نتنياهو لديه رأي آخر، ويتمحور حول أن تكون الضربة شاملة، بحيث تُضرب إيران ويسقط المرشد الأعلى علي خامنئي ونظامه، بينما ترامب لا يريد اغتيال خامنئي أو إسقاط النظام.
ويقول غنيم إن نتنياهو يسعى لإسقاط النظام الحاكم، على عكس ترامب الذي لا يريد أن يقتل أحدا كما تمت محاولة اغتياله شخصيا، ولكنه يحب إذلال عدوه.
يشرح غنيم صورة السيناريو المتوقع من وجهة نظره على الشكل الآتي: "إن فكرة نتنياهو تعتمد على أن ترامب غير قادر على اتخاذ قرار، بينما ترامب يحاول إقناع الكونغرس بأن تنفيذ ضربة ضد منشأة التخصيب في فوردو هي في صالح الأمن القومي الأمريكي، وبناء عليه تتم الموافقة، أو يتخذ القرار بنفسه، اعتمادا على ثغرة قانونية معينة.
ويشير إلى أن أحد السيناريوهات المتوقعة، أن ترد إيران على الضربة الأمريكية، فيُقتل جنود أمريكيون، وترسل جثثهم في أكياس إلى أمريكا، وهذه حجة كافية لإقناع الكونغرس بشن ضربة شاملة ضد إيران، يستهدف من خلالها الأهداف العسكرية وأي أهداف نووية متبقية للبرنامج النووي، إضافة إلى استهداف الحرس الثوري الإيراني نفسه.
ووفقا للخبير في الأمن الدولي، فإنه وفقا لهذا السيناريو، سينجح نتنياهو في مسعاه وخططه، لكن غنيم يرى أن السيناريو الأقرب هو ضرب منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم فقط، دون أي أهداف أخرى.