الجيش الإسرائيلي يدمر برج السوسي السكني وسط مدينة غزة بعد إنذار بقصفه
فتح قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شن حرب مباشرة على إيران بعد عقود من حروب الوكالة مع أذرع طهران في المنطقة، الباب أمام سيناريوهات مفتوحة وخيارات دقيقة في الصراع الذي قد يطال أطرافًا أخرى في الإقليم.
وبهدف محدد هو القضاء على التهديد النووي الإيراني، أضافت إسرائيل لاحقًا وبشكل سريع إلى أهداف حملتها العسكرية القضاء على التهديد الصاروخي الإيراني، ورفعت سقف الأهداف لتصل إلى إسقاط النظام في طهران، باعتباره نتيجة لهذه الحرب.
ومع أهداف كبيرة للحرب، ووقت ضيّق تحاول فيه إسرائيل إنهاء الحرب بأسرع وقت وبأقل الخسائر من جانبها، بدا نتنياهو أمام خيارات دقيقة للحرب وسط خشية إسرائيلية من التورط في حرب استنزاف طويلة غير مضمونة النتائج.
"أزمة منتصف الطريق"
ويقدّر الكاتب والمحلل السياسي أحمد عوض، أن الهجوم الإسرائيلي المباشر على إيران سيدفع الأخيرة للتخلص من كل القيود المتعلقة ببرنامجها النووي، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة مصممتان على رفع كلفة هذا الخيار على طهران للحد الأقصى.
وقال عوض لـ"إرم نيوز" إن "هذه الحرب قد تعطي فرصة لإيران كي تتخلص من كل القيود المرتبطة ببرنامجها النووي بدءًا من حواراتها مع وكالة الطاقة الذرية إلى المفاوضات النووية مع الغرب وواشنطن"، مشيرًا إلى أن هذا الاحتمال وارد لكن فرصته ضعيفة.
وأضاف، "الحرب الآن المفتوحة على إيران تلحق بها الضرر بشكل كبير، ولتفادي هذا السيناريو يسعى نتنياهو لوضع إيران أمام خيارين، إما أن تضحي بالنظام، وإما بالترسانة الصاروخية والنووية".
وقال عوض، إنّ "إيران إنِ استطاعت أن تصمد في هذه المواجهة، من الممكن أن تسرّع عملية عسكرة مشروعها النووي لتحقيق الردع، لكن إسرائيل تدرك ذلك، وهي لا تريد أن تتوقف في منتصف الطريق في الحرب مع إيران".
ولفت إلى أن هذا الأمر سيضع نتنياهو وواشنطن أمام حسابات معقدة، أملًا في تحقيق سرعة إنهاء الحرب من جهة، وتحييد قدرة إيران على المضي قدمًا في برنامجها النووي من جهة أخرى.
وأوضح عوض أن "إسرائيل والولايات المتحدة ستسرّعان من الضربات التي تستهدف القدرات النووية والصاروخية الإيرانية من أجل إنهاكها، وإجبارها على المضي في خيارات الاستسلام أو الدخول في تفاوض بسقف منخفض جدًّا".
حسابات دقيقة
من جانبه، يرى المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي إياد جودة، أن نتنياهو من خلال دفعه الولايات المتحدة للانخراط المباشر في الحرب، يخاطر بتوسعها إلى الإقليم، والتسبب في أزمة عالمية إذا ما أقدمت طهران على إغلاق مضيق هرمز.
وقال جودة لـ"إرم نيوز"، إن "حساسية المواجهة مع إيران ستضع نتنياهو أمام حسابات جدية بتوسع الحرب لتشمل أطرافًا إضافية، وهو ما تدركه الولايات المتحدة التي ما زالت مترددة في الدخول المباشر في الحرب".
وأضاف أن "نتنياهو يريد حسمًا سريعًا للحرب من جهة، لكنه على حسابات غير مضمونة في المواجهة، خاصة ما يتعلق بإمكانية اندلاع أزمة طاقة في العالم، أو فقدان الشرعية الدولية للهجوم على إيران، خاصة بعد تكرار الحديث الإسرائيلي عن إسقاط النظام في طهران".
وأوضح أن هدف إسقاط النظام الإيراني لن ينال الشرعية ذاتها التي يحظى بها هدف تحييد البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن هناك شبه إجماع غربي على منع إيران من امتلاك برنامج نووي قد يُستخدم لأغراض عسكرية.
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن التأييد الذي حظي به نتنياهو داخليًّا مع بدء الحرب على إيران، سيتآكل سريعًا إذا ما فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي سريعًا بتتويج هذه المواجهة إلى إنجاز سياسي واضح، يجنّب إسرائيل الدخول في حرب استنزاف مع إيران.
كما أشار إلى أن الدعم الذي يلقاه نتنياهو من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمواصلة الحرب على إيران، مسقوفة بإنجاز عسكري واضح وحاسم وسريع، لافتًا إلى أن نتنياهو سيكون أمام حسابات معقدة للجمع بين هذه الاعتبارات.
