logo
العالم

هل تهدد الضربات الإسرائيلية على إيران بكارثة نووية؟

هل تهدد الضربات الإسرائيلية على إيران بكارثة نووية؟
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على طهرانالمصدر: أ ف ب
20 يونيو 2025، 6:04 ص

تشنّ إسرائيل سلسلة ضربات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة لتعطيل برنامج طهران النووي، ما يثير مخاوف إقليمية ودولية من تلوث نووي محتمل وكوارث بيئية في منطقة مكتظة بالسكان وتضم بنية حيوية مثل محطات الطاقة والتحلية.

وقالت إسرائيل إنها عازمة على تدمير القدرات النووية الإيرانية خلال حملتها العسكرية الحالية ضد طهران، لكنها تؤكد في الوقت ذاته حرصها على تجنّب أي كارثة نووية في منطقة يعيش فيها عشرات الملايين، وتنتج الجزء الأكبر من نفط العالم.

أخبار ذات علاقة

أمير سعيد إيرواني

بعد استهداف منشأة "نطنز".. إيران تحذر من كارثة نووية

واجتاحت المخاوف منطقة الخليج، الخميس، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن قصف موقع في بوشهر على ساحل الخليج يضم محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران، قبل أن يتراجع لاحقًا موضحًا أن الإعلان كان "خطأ"، بحسب رويترز.

ماذا قصفت إسرائيل حتى الآن؟

أعلنت إسرائيل عن تنفيذ ضربات استهدفت مواقع نووية في نطنز وأصفهان وأراك وطهران، مؤكدة أن الهدف منها هو منع إيران من تصنيع قنبلة نووية؛ وفي المقابل، تنفي طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوقوع أضرار في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، وفي المجمع النووي في أصفهان، بما يشمل منشآت لتخصيب اليورانيوم وأخرى لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران.

وأعلنت إسرائيل، الأربعاء، أنها استهدفت موقع أراك المعروف أيضًا باسم "خُنداب"، وهو مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل لا يزال قيد الإنشاء.

ويُعد هذا النوع من المفاعلات قادرًا على إنتاج البلوتونيوم بسهولة، ما يجعله مصدر قلق لقدرته على المساهمة في إنتاج أسلحة نووية.

وأشارت الوكالة الدولية إلى أنها تملك معلومات تؤكد قصف مفاعل خُنداب، لكنها أوضحت أنه لم يكن في حالة تشغيل، ولم تُسجل أي آثار إشعاعية.

 ما المخاطر الناتجة عن هذه الضربات؟

قال بيتر براينت، أستاذ بجامعة ليفربول في إنجلترا والمتخصص في علوم الحماية من الإشعاع وسياسات الطاقة النووية، إنه لا يشعر بقلق بالغ حتى الآن من التداعيات النووية.

وأشار إلى أن مفاعل أراك لم يكن يعمل، وأن منشأة نطنز تقع تحت الأرض، ولم تُرصد أي تسريبات إشعاعية، موضحًا "المسألة تتعلق بالتحكم فيما حدث داخل المنشآت، لكن المفاعلات مصممة لهذا الغرض... اليورانيوم لا يشكّل خطورة إلا في حال استنشاقه أو ابتلاعه، خصوصًا في المستويات المنخفضة من التخصيب".

من جهتها، أوضحت داريا دولزيكوفا، كبيرة الباحثين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، أن الهجمات التي تستهدف منشآت في المراحل الأولى من دورة الوقود النووي تُشكل في الأساس مخاطر كيميائية، لا إشعاعية.

وأضافت أن سادس فلوريد اليورانيوم هو العنصر الأشد قلقًا في منشآت التخصيب؛ لأنه يتفاعل مع بخار الماء في الهواء لينتج مواد كيميائية ضارة.

وأشارت إلى أن مدى انتشار المواد يعتمد على الظروف الجوية "في حال كانت الرياح ضعيفة، فإن أغلب المواد ستبقى قريبة من موقع المنشأة، أما في حال كانت الرياح قوية، فقد تنتشر على نطاق أوسع".

ولفتت إلى أن الخطر يكون أقل في المنشآت الواقعة تحت الأرض.

ماذا عن المفاعلات النووية؟

يبقى مصدر القلق الأكبر هو احتمال توجيه ضربة إلى مفاعل بوشهر النووي الإيراني.

وقال ريتشارد ويكفورد، الأستاذ الفخري في علم الأوبئة بجامعة مانشستر، إن التلوث الناتج عن استهداف منشآت التخصيب يُعد "مشكلة كيميائية بشكل أساس" في المناطق المحيطة، أما ضرب مفاعلات طاقة كبيرة فهو أمر مختلف تمامًا.

وأضاف أن العناصر المشعة قد تُطلق إما عبر سحابة هوائية أو في البحر.

أما جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسات النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فحذّر من أن الهجوم على بوشهر "قد يسبب كارثة إشعاعية كاملة"، بينما اعتبر أن الهجمات على منشآت التخصيب "من غير المرجح أن تُسبب عواقب وخيمة خارج المواقع المستهدفة".

وأوضح "اليورانيوم قبل دخوله إلى المفاعل ليس مشعًا بشكل كبير؛ سادس فلوريد اليورانيوم سام، لكنه لا ينتقل لمسافات بعيدة، كما أنه غير مشع تقريبًا. حتى الآن، لم تُسجل آثار إشعاعية تُذكر نتيجة الضربات الإسرائيلية".

وعبّر أكتون عن معارضته للحملة العسكرية الإسرائيلية.

 

أخبار ذات علاقة

منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز جنوبي طهران

جنرال إيراني: نقلنا جميع المواد النووية إلى "أماكن آمنة"

خطر إضافي: محطات تحلية المياه

قال أستاذ الهندسة ومدير مركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك - أبوظبي، نضال هلال، "إذا تسببت كارثة طبيعية أو تسرب نفطي أو حتى هجوم في تعطيل محطة لتحلية المياه، فقد يُحرم مئات الآلاف من المياه العذبة فورًا".

وأضاف أن محطات التحلية الساحلية "معرضة بشدة للمخاطر الإقليمية مثل التسرّب النفطي أو التلوث النووي المحتمل".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC