logo
العالم

غواصة نووية في الكاريبي.. رسالة ردع من ترامب أم تمهيد لمرحلة أخطر؟

مروحية أمريكية فوق ناقلة نفط في الكاريبيالمصدر: رويترز

أكد خبراء في الشؤون الأمريكية واللاتينية أن الحشود العسكرية الأمريكية التي ضمت غواصة نووية ضمن قواتها في البحر الكاريبي قرابة سواحل فنزويلا، تدخل في إطار التصعيد العسكري للترهيب، في ظل الضغط السياسي والدبلوماسي الممارس من جانب الولايات المتحدة على حكومة نيكولاس مادورو. 

أخبار ذات علاقة

ترامب والجنرال فرانسيس ل. دونوفان

ترامب يختار "اليد الحديدية".. قائد مارينز جديد لكبح جماح الكارتيلات في الكاريبي

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا التصعيد الأخير بالسفن والغواصات قبالة سواحل الكاريبي، يعمل على تقديم رسالة ردع عبر التهديد بإسقاط هذه الحكومة والتلويح بالهجوم على الأراضي الفنزويلية اذا استمرت كراكاس في موقفها القائم، في ظل وجود سيطرة عسكرية أمريكية كبيرة في البحر والجو هناك.

واستبعدوا قيام القوات الأمريكية بعملية إنزال بري على سواحل فنزويلا، في ظل خطط عسكرية فاشلة سابقا على هذا المنوال في أفغانستان والعراق، لافتين إلى أن هدف ترامب الحالي، الضغط قدر الإمكان على حكومة مادورو، للتراجع عن مواقفها والانصياع للشروط والإملاءات الأمريكية أو تسليم السلطة لحكومة موالية لواشنطن.

يأتي ذلك في الوقت الذي وجه فيه ترامب مؤخرا تحذيرا جديدا إلى مادورو، في وقت يكثف فيه خفر السواحل الأمريكي جهوده لاعتراض ناقلات نفط في البحر الكاريبي، ضمن حملة ضغط متصاعدة تشنها الإدارة الجمهورية على حكومة كاراكاس.

وأدلى ترامب بتصريحاته محاطا بكبار مساعديه في مجال الأمن القومي، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ملمحا إلى استعداده لتصعيد إضافي في حملة الضغط المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حكومة مادورو.

استهداف نفط فنزويلا

ويقول الخبير في الشأن الأمريكي، نعمان أبو عيسى، إن ترامب غيّر سياسته في الأمريكتين بشكل كبير ويحتج بمبدأ الرئيس الأسبق جيمس مونرو، بحماية وجود الولايات المتحدة بالهيمنة الاستراتيجية على القارتين، في حين أن الرئيس الجمهوري يستهدف الثروات لاسيما النفطية في فنزويلا ويدعي أن حكومة كراكاس غير شرعية وأنها استولت على ممتلكات الشركات الأمريكية من الحقول النفطية هناك في العقدين الماضيين.

واستغرب أبو عيسى في تصريحات لـ"إرم نيوز"، من وصول لغة ترامب إلى تسمية النفط الفنزويلي بـ"الأمريكي"، وذلك بعد أن قامت حكومة كراكاس بتأميم ثرواتها.

وأضاف أبو عيسى أن الرئيس الجمهوري حشد منذ أسابيع الأساطيل والقوارب في محيط فنزويلا وعمل على استهداف الزوارق التي اتهمها بتهريب المخدرات، وفي الأسبوعين الماضيين، قام عبر القوات الأمريكية بالاستيلاء على ناقلات النفط الفنزويلية، مدعيا أن هذا النفط أمريكي تسرقه حكومة كاركاس.

وأشار إلى أنه صعّد بالمجيء بأكبر بارجة عسكرية أمريكية "هنري فورد" من البحر المتوسط إلى الكاريبي للضغط على كراكاس لقطع جميع وسائل التنفس عنها، رغبة في الضغط، لفرض حكومة موالية لواشنطن.

واستكمل أن ترامب بهذا التصعيد الأخير بالسفن والغواصات قبالة سواحل الكاريبي، يعمل على تقديم رسالة ردع عبر التهديد بإسقاط هذه الحكومة والتلويح بالهجوم على الأراضي الفنزويلية إذا استمرت كراكاس في موقفها القائم، في ظل وجود سيطرة عسكرية أمريكية كبيرة في البحر والجو.

وأردف أبو عيسى بالقول إن من الصعب قيام القوات الأمريكية بعملية إنزال بري، في ظل خطط عسكرية فاشلة سابقا على هذا المنوال في أفغانستان والعراق، وإن هدفه الضغط قدر الإمكان على حكومة مادورو، للتراجع عن مواقفها أو تسليم السلطة لحكومة موالية لواشنطن.

ترهيب وضغط

ويؤكد الخبير في الشأن اللاتيني، الدكتور بلال رامز بكري، أن الحشود العسكرية الأمريكية التي ذهبت إلى جلب غواصة نووية أمام سواحل فنزويلا، تدخل في إطار التصعيد العسكري للترهيب، بعد الضغط السياسي والدبلوماسي الممارس من جانب الولايات المتحدة على حكومة مادورو.

 ويرى بكري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ظاهر الصراع كان في إطار مكافحة الولايات المتحدة للمخدرات المهربة من فنزويلا إلى أراضيها ولكن تغير المشهد بالذهاب إلى سياق الرغبة في الاستيلاء على الموارد النفطية لكراكاس، وبالتالي فإن التصعيد الأخير يتشكل معه فرض حظر بحري أكبر وأشد تعقيدا وشمولا على المياه الفنزويلية وتقييد حركة السفن وناقلات النفط، في ظل اعتداءات عليها ومصادرتها من جانب القوات الأمريكية. 

أخبار ذات علاقة

سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة

فنزويلا : نواجه "أكبر عملية "ابتزاز" أمريكية في تاريخنا

وأفاد بكري بأن ذهاب الغواصات الأمريكية إلى سواحل فنزويلا بمثابة تشديد لهجة التهديد والوعيد ومحاولة لخلخلة النظام الفنزويلي والضغط على مادورو، للانصياع للشروط والإملاءات الأمريكية، بغرض تركيع بلاده.

واستبعد بكري أن تشهد منطقة الكاريبي استخداما لهذا السلاح النووي أو هجوما شاملا على أراضي فنزويلا، ولكن تبقى الرسالة للردع عبر تلك الغواصات الخطرة.

 وتابع بالقول إنه من الصعب التكهن بما ستؤول إليه هذه الأزمة ولكنّ هناك ترجيحا بانتصار المساعي الدبلوماسية في النهاية وذلك في قراءة تاريخية لظروف مشابهة بالكاريبي انتهت بوساطات دولية، ويبدو أن كل هذه الحشود العسكرية ومن بينها الغواصة النووية تأتي ضمن لعبة "الضغط العالي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC