بي.بي.سي: تعيين لامي نائبا جديدا لرئيس وزراء بريطانيا

logo
العالم

مناشدة البابا.. أخلاقية أم تصطدم مع عقيدة الغرب وترامب؟

مناشدة البابا.. أخلاقية أم تصطدم مع عقيدة الغرب وترامب؟
البابا ليو الرابع عشرالمصدر: رويترز
14 مايو 2025، 2:58 م

بينما يرفع البابا ليو الرابع عشر صوته من قلب الفاتيكان مطالبًا بـ«سلام حقيقي ودائم» لأوكرانيا، تواجه مناشدته اختبارًا قاسيًا مع «عقيدة» السياسة الغربية، تحت ضغط الموازين الجيوسياسية والأجندات الأمريكية المتقلبة في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وتعكس كلمات البابا ليو الرابع عشر تشابهًا في المحتوى مع مناشدات سلفه، البابا فرنسيس، حين وصفَ الحرب بأنها الحرب العالمية الثالثة تُخاض على مراحل، مؤكدًا وجوب الكف عن العنف حتى لا تتسع رقعة المعاناة الإنسانية.

وسط جمهور تجاوز 100 ألف مصلٍ، انتقل حديث بابا الفاتيكان من الجانب الروحي إلى البُعد السياسي الفعلي، قائلاً: «إنه يتألم بعمق أمام المعاناة التي يعيشها الشعب الأوكراني منذ اندلاع الحرب العام 2022»، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع الجبهات والعمل دون تردّد على تحقيق سلام حقيقي وعادل ودائم.

وبالرغم من دعوة الفاتيكان، تبقى التساؤلات الأبرز، حول هل ستتم ترجمة هذه المناشدة إلى ضغوط حقيقية على صناع القرار في واشنطن وبروكسل ولندن؟ 

ويرى الخبراء في الشؤون الروسية، أن مناشدات بابا الفاتيكان لوقف الحرب في أوكرانيا تنطلق من دوافع دينية وروحية بحتة، ولا تعد تدخلاً سياسيًا مباشرًا، خاصة أن الكنيسة الكاثوليكية اعتادت الدعوة للسلام انطلاقًا من رسالتها الإنسانية، دون أن تمتلك أدوات ضغط حقيقية على صناع القرار في الغرب، الذي يفصل بين الدين والسياسة.

أخبار ذات علاقة

بابا الفاتيكان الجديد على غلاف الصحف صباح الجمعة

ما موقف البابا ليو الرابع عشر من ترامب؟

 مناشدات روحية

المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور نبيل رشوان، يرى أن مناشدات البابا لوقف الحرب في أوكرانيا تحمل طابعًا روحيًا بحتًا، ولا علاقة لها بجنسية البابا أو كونه أمريكيًا أو غير ذلك، مؤكدًا أن الكنيسة الكاثوليكية دأبت تاريخيًا على السعي لتحقيق السلام والمصالحة بين الشعوب انطلاقًا من دافع ديني.

وأضاف في حديث لـ«إرم نيوز»: "أتصور أن هذه الدعوة لا ترتبط بالسياسة، بل تنطلق من منطلق ديني، فالدين دائمًا يدعو إلى السلام والتسامح".

وأشار رشوان إلى أن الفاتيكان لا يمتلك أدوات ضغط مؤثرة على الغرب، ولا يمكنه الاصطدام بعقلية غربية تفصل بين الدين والسياسة، والعكس صحيح أيضًا، ولهذا، لا يُتوقع حدوث أي صدام بين الكنيسة الكاثوليكية والإدارة الأمريكية أو أي إدارة أوروبية.

وأكد المحلل في الشؤون الروسية، أن تحركات البابا تعكس موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا يُعبر عن القيم المسيحية العالمية، لكنها لا تمثل أدوات ضغط حقيقية على صناع القرار في الغرب. 

ولفت إلى أن الصوت الديني، رغم أهميته المعنوية، لا يُتوقع أن يُحدث تحولًا في السياسات الغربية تجاه الأزمة الأوكرانية، التي تحكمها معادلات جيوسياسية ومصالح إستراتيجية تتجاوز الاعتبارات الدينية أو الأخلاقية.

أخبار ذات علاقة

البابا ليو الرابع عشر

"التايمز": "البابا ليو" أمام أول اختبار دبلوماسي كبير في الصين

 صرخة ضمير إنساني

من جهته، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع، إن المناشدة الأخلاقية التي وجهها بابا الفاتيكان لوقف الحرب في أوكرانيا تُعد «صرخة ضمير إنساني» تُدين استخدام القوة، وتدعو لحماية الأبرياء، وتفضيل الحوار على العنف.

وأشار لـ«إرم نيوز» إلى أن هذه الدعوة الأخلاقية اصطدمت بواقع سياسي دولي معقّد، قائم على موازنة المصالح الوطنية مع القيم الأممية، موضحًا أن الدول الغربية اختارت دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا لردع الاعتداء الروسي، مستندة إلى مبدأ الردع، وفرض العقوبات.

ولفت مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إلى أن السياسة الأمريكية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب انطلقت من شعار «أمريكا أولاً»، ما جعل المصالح القومية تتقدّم على أي اعتبارات أخلاقية.

وأضاف أن تلك الإدارة تجنبت الالتزامات الدولية العميقة، مكتفية بالضغط الاقتصادي والحوار الثنائي مع الكرملين، وهو ما أثار انتقادات بسبب غياب إطار تفاوضي حقيقي وشفاف ومتوازن.

نظرية الحرب العادلة

وأوضح بريجع أن التباين بين نظرية «الحرب العادلة» في التعاليم الكاثوليكية - التي تشترط الأخلاقية والإنصاف في استخدام القوة - وبين السياسة الواقعية المبنية على توازن القوى والمصالح، يكشف عن فجوة عميقة في أساليب التعامل مع الصراعات الدولية، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة الوساطة الفاتيكانية على التأثير في إرادات القوى الكبرى.

وأشار إلى أن نجاح الفاتيكان في الإشراف على أي عملية سلام يتطلب دمج شروط الكنيسة الصارمة بشأن حماية المدنيين، ومبدأ اللجوء إلى الحرب كخيار أخير، مع آلية دولية تضمن التنسيق بين الضغوط المسيحية الشعبية وأهداف السياسات الغربية والأمريكية، بما يتوافق أيضًا مع مصالح روسيا وشروط أوروبا والولايات المتحدة.

وشدد على أن تحقيق وقف لإطلاق النار وبدء حوار شامل يدعم الحقوق السيادية لأوكرانيا ويحفظ النظام الدولي، يتطلب تصميم إطار تفاوضي جديد قائم على وساطة محايدة تلتزم بالشفافية والعدالة، إلى جانب تشكيل لجنة دولية لمراقبة التزامات الأطراف، وإعادة بناء الثقة تدريجيًا بين الشرق والغرب.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي يدعو بابا الفاتيكان الجديد لزيارة أوكرانيا

   

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC