شهدت ساحل العاج خطوة مفاجئة قد تعيد تشكيل خريطة المعارضة والمشهد السياسي في البلاد في مواجهة الرئيس الحسن واتارا الطامح بولاية رابعة في الانتخابات المقررة في 25 أكتوبر تشرين الأول المقبل.
وأعلن الزعيم المعارض غيوم سورو انضمامه إلى حركة "طفح الكيل" (Trop c’est trop)، التي أطلقها الرئيس الأسبق لوران غباغبو، لينضم بذلك إلى تحالف يضم أيضاً وزير المالية الأسبق والمرشح الرئاسي البارز تيدجان تيام.
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أعلن سورو، الذي يعيش في المنفى منذ سنوات بعد صدور حكم بالسجن المؤبد ضده بتهمة محاولة انقلاب في 2021، عبر بيان رسمي، أنه "سيأخذ مكانه الكامل في هذا النضال التاريخي"، في إشارة إلى دعمه الكامل لحركة "طفح الكيل".
ويهدف هذا الحراك السياسي إلى الضغط من أجل إعادة إدراج الأسماء البارزة في المعارضة، بمن فيهم غباغبو وسورو وتيام، ضمن القوائم الانتخابية، بعد استبعادهم في الاستحقاقات السابقة.
وأكد غباغبو عند إطلاق الحركة في 15 يونيو حزيران أن "طفح الكيل" لا تمثل حزباً سياسياً جديداً، بل فضاءً جامعاً لكل الأصوات المطالبة بتغيير جذري، بعيداً عن الانقسامات الأيديولوجية التقليدية.
ويعكس هذا التحالف، الذي يجمع خصوماً سياسيين سابقين، إدراكاً مشتركاً بضرورة توحيد الجهود لمواجهة النظام الحاكم، لا سيما بعد أن رفضت المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان في 26 يونيو حزيران الطعون التي تقدم بها كل من غباغبو وسورو.
وأوضح تقرير المجلة الفرنسية أن الخصومة بين غباغبو وسورو تعود إلى أزمة 2010، حين دعم الأخير الرئيس الحسن واتارا، رغم أنه شغل سابقاً منصب رئيس وزراء في عهد غباغبو.
واليوم، بعد عقد ونصف، يبدو أن المصلحة السياسية المشتركة دفعت الطرفين إلى تجاوز الخلافات، في وقت يواصل فيه سورو نشاطه السياسي من خارج البلاد، متنقلاً بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر ضمن تحالف دول الساحل.
وفي المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من "ائتلاف التناوب السلمي في ساحل العاج، الذي يتزعمه تيدجان تيام ويضم قيادات بارزة كالقيادية سيمون إهيفيت غباغبو وباسكال آفي نغيسان.
وكانت سيمون غباغبو أعربت سابقاً عن استيائها من تشرذم المعارضة، مؤكدة في بيان: "يمكن أن نتحدث بصوت واحد، دون أن نتحدث بالضرورة بنفس الصوت".
بدوره، رفض حزب (RHDP) الحاكم التعليق على انضمام سورو إلى التحالف المعارض، وصرّح أحد قياداته باقتضاب: "لا يهمنا هذا الأمر".