logo
العالم

"محطة فارقة".. شي ومودي يجتمعان على هامش "قمة شنغهاي"

"محطة فارقة".. شي ومودي يجتمعان على هامش "قمة شنغهاي"
الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهنديالمصدر: رويترز
31 أغسطس 2025، 5:42 ص

عقد الرئيس الصيني  شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم الأحد، اجتماعًا ثنائيًّا في دار الضيافة بمدينة  تيانجين الساحلية، في أول زيارة لمودي إلى الصين منذ 7 سنوات، وذلك على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون. 

ويُنظر إلى اللقاء على أنه محطة فارقة في العلاقات بين أكبر دولتين من حيث عدد السكان، في وقتٍ تتقارب فيه مواقفهما بفعل احتكاكات مشتركة مع الولايات المتحدة، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

نتائج عكسية.. سياسات ترامب تُقوّي الصين

ترامب يعزل أمريكا.. الهند والبرازيل تتمرّدان بالتقارب مع الصين

وذكرت وسائل الإعلام الصينية أن الاجتماع انطلق عند منتصف النهار، في إطار زيارة مودي لحضور قمة منظمة شنغهاي، وهي تكتل أمني إقليمي تقوده بكين وموسكو، ويُعد ركيزة أساسية في مساعي الرئيس الصيني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لإعادة التوازن إلى النظام العالمي.

تتيح الزيارة لمودي أيضًا عقد لقاء ثنائي مع بوتين غدًا الاثنين، وفق الإعلام الروسي، وهو لقاء يأتي في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة مؤخرًا على الصادرات الهندية بسبب مشترياتها من النفط الروسي.

تحول في العلاقات

تمثل الزيارة أحدث إشارات الانفراج بين بكين ونيودلهي بعد سنوات من التوتر منذ الاشتباكات الحدودية الدامية عام 2020، والتي أسفرت عن مقتل 20 جنديًّا هنديًّا و4 صينيين.

وقد أسهم اللقاء بين شي ومودي على هامش قمة "بريكس" في روسيا، العام الماضي، في تمهيد الطريق لإجراءات تهدف إلى تهدئة التوترات، من بينها اتفاق فك الاشتباك العسكري على الحدود.

أخبار ذات علاقة

الهند والصين

رسالة سرية.. الصين تختبر "رغبة" الهند في التحالف ضد ترامب

وفي الأشهر الأخيرة، اتفقت الدولتان على إعادة تشغيل الرحلات الجوية المباشرة، وسمحت بكين بفتح مواقع حج هندية في التبت للمرة الأولى منذ خمس سنوات، كما استأنفت إجراءات إصدار التأشيرات السياحية. 

وفي أعقاب زيارة كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي إلى نيودلهي مؤخرًا، أعلن الجانبان عن "عشر نقاط توافق" لتخفيف الاحتقان؛ لكن المراقبين يحذرون من أن غياب الثقة المتجذرة بين الزعيمين قد يظل عقبة أمام بناء شراكة مستقرة.

سياق أمريكي ضاغط

وفي خلفية هذا التقارب، تلوح الأزمة الأخيرة مع واشنطن؛ فقد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من الشهر الجاري تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات الهندية، قبل أن يضاعفها بعقوبات إضافية، بدعوى أن مشتريات نيودلهي من النفط والغاز الروسيين تسهم في دعم موسكو في حربها ضد أوكرانيا.

وتُضعف هذه التطورات الجهود الأمريكية المستمرة منذ عقود لإبعاد الهند عن روسيا وتعزيزها كقوة موازنة أمام الصين في آسيا. 

وفي المقابل، ينظر مسؤولو بكين بارتياح إلى هذا التباعد بين نيودلهي وواشنطن، بعدما أثارت مخاوفهم شراكة "الحوار الأمني الرباعي" الذي يضم الهند والولايات المتحدة وأستراليا واليابان.

منظمة شنغهاي.. منصة متشابكة

تأتي مشاركة الهند في منظمة شنغهاي للتعاون، منذ انضمامها عام 2017، وسط شعور بالتحفظ من بعض المراقبين الذين يعتبرونها "ضيفًا غير مريح" في نادٍ تهيمن عليه أنظمة سلطوية، بينما تتبنى نيودلهي سياسة خارجية غير منحازة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مود

الهند تتضرر من زيادة الرسوم الأمريكية وتسعى لتخفيف الأثر

تجمع قمة تيانجين هذا العام مودي مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف للمرة الأولى منذ اندلاع مواجهة عسكرية استمرت أربعة أيام بين البلدين في وقت سابق من العام. 

كما يحضر القمة زعماء دول عدة، بينها تركيا ومصر ونيبال وكمبوديا، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة.

وتبرز القمة أيضًا كفرصة لمودي لتعزيز تنسيقه مع بوتين في ملف الطاقة، خصوصًا مع تراجع الطلب الهندي على النفط الروسي بسبب الرسوم الأمريكية، وبدء المصافي الصينية في حجز شحنات جديدة من الخام الروسي عبر موانئ كانت مخصصة للهند سابقًا.

من جانبه أكد مودي، الساعي إلى موازنة علاقاته بين واشنطن وموسكو وكييف، لدى وصوله تيانجين، أنه تحدث هاتفيًّا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول "الصراع الدائر وجوانبه الإنسانية"، مجددًا دعم بلاده "لكل الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC