logo
العالم

رسالة سرية.. الصين تختبر "رغبة" الهند في التحالف ضد ترامب

رسالة سرية.. الصين تختبر "رغبة" الهند في التحالف ضد ترامب
الهند والصينالمصدر: منصة إكس
28 أغسطس 2025، 2:23 م

كشفت وكالة "بلومبرغ" عن رسالة وصفتها بـ"السرية" من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى رئيسة الهند، دروبادي مورمو، تم توجيهها أيضاً إلى رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بهدف اختبار جدية نيودلهي في تعزيز العلاقات الثنائية.

ووفق الوكالة، فقد عكست الرسالة قلق بكين إزاء أي صفقات أمريكية قد تضر بمصالحها، مع تعيين مسؤول إقليمي لقيادة هذه الجهود، والتي كانت قد بدأتها، في مارس/ آذار، بمحاولات هادئة ومنهجية لتحسين علاقاتها مع نيودلهي.

أخبار ذات علاقة

ترامب ورئيس الوزراء الهندي

بعد تنفيذ ترامب لوعيده.. هل انهار "الجسر" بين أمريكا والهند؟

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة الشؤون الداخلية، إن حكومة مودي لم تبدأ ببذل جهود جادة لتحسين العلاقات مع الصين إلا في يونيو/حزيران.

وفي ذلك الوقت، كانت محادثات التجارة مع الولايات المتحدة تتجه نحو التصعيد، وكان المسؤولون في نيودلهي غاضبين من مزاعم ترامب بالتوسط في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد 4 أيام من القتال في مايو/أيار.

وكانت إدارة دونالد ترامب قد فرضت رسوماً جمركية بنسبة 50% على الصادرات الهندية بسبب مشتريات الهند من النفط الروسي، مما أثار صدمة في نيودلهي. 

كما أغضبت مزاعم ترامب بتوسطه لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، في مايو/أيار، المسؤولين الهنود، مما دفع نيودلهي إلى إعادة تقييم موقفها الدبلوماسي.

وبحلول أغسطس/آب، تسارعت وتيرة التقارب بين الهند والصين، إذ اتفقت الدولتان على مضاعفة الجهود لتسوية نزاعاتهما الحدودية التي تعود جذورها إلى الحقبة الاستعمارية، والتي تصاعدت بشكل دامٍ في العام 2020. 

وفي خطوة رمزية، يستعد مودي لزيارة الصين في سبتمبر/أيلول، في أول زيارة له منذ 7 سنوات، مما يعكس تحولًا ملحوظًا في العلاقات الثنائية.

وكانت الولايات المتحدة تسعى، على مدى عقود، إلى تعزيز العلاقات مع الهند كثقل موازن للصين، لكن سياسات ترامب التجارية قلب هذه الديناميكية رأساً على عقب. 

ووفقاً لآشلي تيليس، الزميلة البارزة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فإن ترامب "نجح بمفرده" في دفع الهند والصين نحو التقارب من خلال معاملة الهند كخصم تجاري.

وهذا التحول دفع الهند إلى البحث عن شراكات اقتصادية بديلة، خاصة مع الصين، التي تواجه بدورها ضغوطاً اقتصادية بسبب الرسوم الأمريكية.

النزاعات الحدودية 

وتُعد النزاعات الحدودية بين الهند والصين، التي تمتد على طول 3488 كيلومتراً من الحدود غير المرسومة، عقبة رئيسة أمام تحسين العلاقات. ومنذ يناير 2024، بدأ مودي استكشاف سبل تخفيف التوترات مع الصين، مدفوعًا بمخاوف اقتصادية مرتبطة بتكاليف تمركز القوات على الحدود. 

بحلول منتصف العام 2023، قلّص الجانبان الفجوة بشأن سحب القوات، لكن الخلافات الثانوية أعاقت التوصل إلى اتفاق نهائي. كما تم تأجيل لقاء مقترح بين شي ومودي على هامش قمة البريكس في جوهانسبرغ.

ويرى جيريمي تشان، كبير المحللين في فريق الصين وشمال شرق آسيا في مجموعة أوراسيا، والذي عمل، سابقاً، دبلوماسياً في الصين واليابان، أن العلاقات الصينية الهندية تسير في مسار إيجابي بلا شك، لكنهما لا تزالان تتعافيان في معظمهما من الخسائر التي لحقت بهما.

 ويضاف: "سيكون التقدم بشكل ملحوظ من هنا أكثر صعوبة".

وفي مارس/آذار، أشار شي في بيان علني إلى العلاقات بين البلدين بعبارة "تانجو التنين والفيل"، وهي عبارة كررها مسؤولون صينيون كبار مثل نائب الرئيس هان تشنغ. يقود هذه الجهود مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، الذي يتمتع بقنوات تواصل مباشرة مع القيادة الصينية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC