logo
العالم

بعد تنفيذ ترامب لوعيده.. هل انهار "الجسر" بين أمريكا والهند؟

بعد تنفيذ ترامب لوعيده.. هل انهار "الجسر" بين أمريكا والهند؟
ترامب ورئيس الوزراء الهنديالمصدر: منصة إكس
27 أغسطس 2025، 8:05 م

رأى تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أنه بعد تنفيذ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعيده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات الهندية اعتباراً من 27 أغسطس، تتضاءل فرص الحوار والدبلوماسية بين نيودلهي وواشنطن.

وحذّرت المجلة من أن تنفيذ ترامب لخطوته التصعيدية، سيلقى على الأرجح رداً هندياً قوياً، يعقّد أكثر فرص استعادة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي استمرت على نحو متصاعد لعقدين من الزمن.

أخبار ذات علاقة

علما الهند والولايات المتحدة

بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية المضاعفة على المنتجات الهندية

وذكّرت المجلة بخيارات نيودلهي، خصوصاً ازدياد تمسّكها بروسيا، في خطوة تبرز تحدياً كبيراً للرئيس الأمريكي الذي "عاقب" نيودلهي على شرائها النفط من موسكو.

وتلتزم الهند بعلاقتها الاستراتيجية مع روسيا لأسباب عميقة ومتعددة الأوجه، تجمع بين الأمن القومي، التوازن الجيوسياسي، التاريخ المشترك، والسياسة الداخلية، مما يقوي موقفها في تحدي عقوبات الرئيس الأمريكي.

كما رأت "فورين بوليسي" أن تنفيذ ترامب لوعيده، لن يُثني الهند عن أن تظل شريكاً ثابتاً يدعم طموحات الهند في عالم متعدد الأقطاب، مما يجعل التخلي عن هذه العلاقة خياراً غير وارد استراتيجياً واقتصادياً.

ونقلت المجلة عن دبلوماسي هندي سابق، أن هذه الرسوم "الانتقامية" لا تهدد فقط التجارة، بل تُقوّض الثقة المتبادلة التي بُنيت بجهد بين البلدين، مما يضع الشراكة الاستراتيجية على المحك.

وتُعدّ الرسوم الجمركية جزءاً من استراتيجية ترامب لمعاقبة الدول التي تدعم الاقتصاد الروسي عبر استيراد النفط، لكن الخلط بين الخلافات التجارية المؤقتة والنوايا الاستراتيجية الطويلة الأمد يُعتبر ضعفاً في إدارة العلاقات الدولية.

 هذه الرسوم تؤثر سلباً على ثقة المستثمرين والمصدرين في كلا البلدين، خاصة الهند، التي تعتمد على الولايات المتحدة كأكبر سوق تصدير لها، حيث بلغت قيمة صادراتها 87.3 مليار دولار في 2024.

 ويتوقع الخبراء انخفاضاً في التجارة بنسبة 40-45% خلال 2025-2026، مما قد يُقلّص نمو الناتج المحلي الهندي إلى أقل من 6%، وهو الأضعف منذ جائحة كوفيد-19.

خيارات أخرى

لن تقف نيودلهي مكتوفة الأيدي، بحسب "فورين بوليسي"، مشيرة إلى أن الهند ستسعى إلى تنويع أسواقها التصديرية لتقليل الاعتماد على واشنطن، مع تقديم حوافز لتعزيز الطلب المحلي. 

كما أنها قد تتوجّه نحو موردين آخرين، استجابة لضغوط السوق وليس للإكراه الجيوسياسي، خصوصاً أن القيود الأوروبية على المنتجات النفطية المكررة من دول ثالثة ربما تعزز هذا التحول، لكن معاقبة هذه البراغماتية بتعريفات صارمة قد تُعيق التكيف بدلاً من تعزيز التعاون، وفق المجلة.

الدبلوماسية ممكنة؟

لا تعتقد "فورين بوليسي" أن جسر الدبلوماسية قد انهار بين نيودلهي وإدارة دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه لطالما كان الحوار ركيزة العلاقات الهندية-الأمريكية، والذي يُمكن أن يُخفف التوترات. 

واعتبرت أن اجتماعاً محتملاً بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وترامب خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة قد يُشكّل فرصة للتفاوض، كما أن هناك منصات أخرى مثل مجموعة العشرين والحوار الأمني الرباعي يُمكن أن تدعم جهود ضبط النفس.

أخبار ذات علاقة

مودي وبوتين

"البراغماتية الباردة".. هل تحولت الهند إلى المستفيد الأكبر من حرب أوكرانيا؟

 ويقول الدبلوماسي الهندي إن "الشراكات الدائمة تتطلب احتراماً متبادلاً وخيالاً سياسياً، وليس إجراءات أحادية"، فيما ترى "فورين بوليسي" أن تعليقاً مؤقتاً للرسوم أو إنشاء آلية تفاوض موثوقة قد يُحافظ على الثقة ويُعالج المخاوف المشروعة.

وشددت على أن "الإكراه لن يعزز الشراكة الهندية-الأمريكية، بل قد يُضعفها في وقت يحتاج العالم إلى تعاون بين الديمقراطيات الكبرى"، داعية إلى أن "الحوار والمرونة هما السبيل للحفاظ على هذه العلاقة الاستراتيجية، التي تُعدّ حجر الزاوية في النظام العالمي المتغير".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC