logo
العالم

منذ عهد "ماو".. الصين تشن أكبر حملة تطهير عسكرية

منذ عهد "ماو".. الصين تشن أكبر حملة تطهير عسكرية
شي يصافح عددا من القيادات العسكرية المصدر: منصة إكس
27 أغسطس 2025، 2:23 م

أدتّ حملة التطهير المستمرة في الطبقة السياسية الحاكمة في الصين، إلى استهداف نحو خُمس الجنرالات الذين عيَّنهم الرئيس شي جين بينغ منذ توليه السلطة العام 2012، لتكون الحملة الأكبر في تاريخ البلاد الحديث، التي أطاحت بوزيري دفاع سابقين، وعدد من كبار الجنرالات، وفق تقرير لوكالة "بلومبرغ".

ومع اقتراب الدورة الرابعة للحزب الشيوعي، التي ستشهد مناقشة الخطة الاقتصادية الخمسية المقبلة، تتجه الأنظار إلى كيفية تجديد "شي" لعضوية اللجنة العسكرية المركزية، فيما يواصل الجيش الصيني، المعروف بسريته الشديدة، مواجهة تحديات إعادة الهيكلة، تظل حملة التطهير دليلاً على التوازن الدقيق الذي يسعى شي إلى تحقيقه بين القوة والاستقرار، وفق "بلومبرغ".

وتقلّص عدد أعضاء اللجنة العسكرية المركزية من 7 إلى 4 فقط، وهو أدنى مستوى منذ حقبة ماو تسي تونغ، مؤسس الجمهورية الشعبية. 

ويترأس اللجنة حالياً، الرئيس شي، إلى جانب الجنرال تشانغ يوشيا (75 عاماً)، والمفوض السياسي تشانغ شنغمين (67 عاماً)، والجنرال ليو تشنلي (حوالي 60 عاماً)، هؤلاء الأعضاء، الذين يتمتع بعضهم بخبرة ميدانية نادرة من معارك حدودية قديمة مع فيتنام، يمثلون العمود الفقري للقيادة العسكرية في النظام.

ويرى تقرير "بلومبرغ" أن حملة التطهير قد تعكس قوة "شي" السياسية، فمن ناحية، يُظهر التخلص من قادة بارزين، بمن فيهم هي وي دونغ، نائب رئيس اللجنة وثاني أعلى ضابط في جيش التحرير الشعبي، الذي عيّنه الرئيس الصيني بنفسه العام 2022، سيطرته على الجيش والحزب الشيوعي. 

أخبار ذات علاقة

معدات عسكرية في منطقة تجمع خارج بكين في صورة التقطتها الأقمار الصناعية

كشفتها صور الأقمار الصناعية.. الصين تستعد لـ"حرب عالية التقنية"

 لكن من ناحية أخرى، فإن الإطاحة المتكررة بكبار المسؤولين، قد تشير إلى عدم استقرار داخلي أو صراعات خفية تهدد تماسك النظام، كما أن هذه الديناميكية لها تداعيات عالمية، إذ تؤثر على الاقتصاد العالمي والتوازنات الجيوسياسية، لا سيما مع تزايد نفوذ الصين عسكرياً.

وتُعد اللجنة العسكرية المركزية، التي تخضع للحزب الشيوعي وليس للحكومة، أداة رئيسة للسيطرة على الجيش وسكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، كما يعكس دورها المحوري مقولة ماو الشهيرة: "السلطة السياسية تنبع من فوهة البندقية". 

أخبار ذات علاقة

متظاهرون في مالي يرفعون صورة غويتا وعلم روسيا

مخاوف من الاحتكاك مع روسيا.. الصين "تتسلل" إلى مالي عبر المساعدات

 في ظل هذا الواقع، يبدو أن شي، الذي ألغى القيود على فترات الرئاسة العام 2018، يعزز سلطته عبر تقليص عدد أعضاء اللجنة، وإحكام قبضته على الجيش.

 لكن، وفق تقرير "بلومبرغ"، فإن هذه الخطوات تأتي وسط تحديات داخلية، بما في ذلك الفساد المستشري الذي حذّر منه شي منذ توليه السلطة، والذي كان يشمل دفع رشى للحصول على ترقيات عسكرية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC