logo
العالم

مخاوف من الاحتكاك مع روسيا.. الصين "تتسلل" إلى مالي عبر المساعدات

مخاوف من الاحتكاك مع روسيا.. الصين "تتسلل" إلى مالي عبر المساعدات
متظاهرون في مالي يرفعون صورة غويتا وعلم روسيا المصدر: رويترز
25 أغسطس 2025، 4:22 م

يُثير تكثيف الصين تقديم مساعدات إلى مالي، البلد الواقع في الساحل الإفريقي، تساؤلات حول دلالات ذلك، وما إذا كانت بكين تسعى إلى استخدام المساعدات كأداة لترسيخ نفوذها في البلاد، وما يحمله ذلك من تداعيات، خاصة أن روسيا تدعم بشدة المجلس العسكري هناك.

وفي وقت سابق، أجرت الصين مباحثات دبلوماسية متقدمة مع حكام مالي الجدد، حيث سبق أن سافر العقيد آسيمي غويتا، الذي يتولى منصب الرئيس في باماكو الآن، إلى بكين، وزار شركة "نورينكو" المتخصصة في تصنيع الأسلحة. 

أخبار ذات علاقة

قوة مشتركة لدول الساحل الأفريقي لمكافحة الإرهاب

مباحثات بين روسيا ودول الساحل الإفريقي لتعزيز التعاون العسكري

 مجازفة محسوبة

وخلال تلك الزيارة وقعت الصين ومالي اتفاقية لتزويد باماكو، التي تكافح الجماعات المسلحة سواء المتمردة أو الإرهابية، بمعدات عسكرية وأسلحة وكذلك بالتدريب والتكنولوجيا الدفاعية.

وإثر ذلك وصلت شحنة المعدات العسكرية إلى مالي، حيث أشاد وزير الدفاع، ساديو كمارا، بذلك، وقال متوجهاً بالحديث إلى الصين: "لن ننسى لكم هذا الصنيع".

وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو إن "تقديم الصين مساعدات عسكرية واقتصادية إلى مالي يعتبر مجازفة محسوبة، حيث لا يمكن أن يتمّ ذلك إلا بتنسيق مسبق مع السلطات الروسية التي تعد الحليف الأبرز الآن إلى باماكو".

وأضاف ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه: "على المدى القريب لا يمكن أن تزعج هذه المساعدات روسيا بما أنها لا تشمل تدخلاً عسكرياً صينياً مباشراً في مالي، لكن على المدى الطويل إذا تطورت العلاقة، فإن ذلك قد يثير حفيظة موسكو".

وشدد على أنه "في ظل الفشل الذي تواجهه القوات المالية والروسية المتحالفة معها، لا أستبعد أن تطلب مالي رسمياً من الصين التدخل وتقديم المساعدة، وعندها سيكون المحكّ الحقيقي؛ إما أن تقبل روسيا بذلك، خاصة أن البلدين متقاربان، أو ترفضه وتدخل معها في صدام".

أخبار ذات علاقة

عناصر من قوات فاغنر في مالي

ذهب مالي.. سلاح روسيا الخفي لتمويل الحرب في أوكرانيا

 عين على الذهب

يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه وتيرة الهجمات المُسلحة في مالي، خاصة تلك التي تنفذها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ذراع تنظيم القاعدة، وهي هجمات تكبّد القوات الحكومية خسائر فادحة.

وبحسب المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، فإنه من "الواضح أن الصين تسعى إلى مقابل مادي واقتصادي لمساعداتها العسكرية التي تعتبر محدودة مقارنة بالتدخل الروسي الأوسع".

وأضاف كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الصين تسعى إلى السيطرة على مناجم الذهب، وهو الأمر الذي يعجل بالفعل الصدام بين موسكو وبكين، لأن الأولى أيضاً تسعى إلى استغلال مناجم الذهب والليثيوم مقابل الخدمات الأمنية والعسكرية التي تقدمها للسلطات الآن".

وشدد على أن "مالي تحولت إلى ساحة جديدة للصراع بين الغرب والشرق، ولا يوجد أي أفق لحلحلة المشكلات الأمنية فيها، لا سيما في ظل كثرة التدخلات الدولية". 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC