صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
تساءل تقرير لصحيفة "المونيتور" عما إذا كانت إيران تستطيع الموازنة بين التهديدات الصاروخية والدبلوماسية لتجنب الحرب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورأت الصحيفة أنه وسط مخاوف متزايدة من ضربات أمريكية محتملة، تتبنى طهران استراتيجية ثنائية المسار؛ استعراض جاهزيتها العسكرية والانخراط في دبلوماسية إقليمية لتغيير الحسابات لصالحها.
فعلى صعيد الاستعدادات العسكرية، زار رئيس هيئة الصواريخ الإيرانية، العميد أمير علي حاجي زاده، برفقة القائد الأعلى للحرس الثوري علي رضا قاعدة عسكرية في بندر عباس، هي الأقرب إلى جزيرة دييغو غارسيا الصغيرة في المحيط الهندي، حيث يحشد الجيش الأمريكي معداته في حشد غير مسبوق.
ضربة استباقية
وفي حين يُعد الانتشار الأمريكي، حيث أرسل الجيش الأمريكي عدة قاذفات من طراز بي-2، المصممة لحمل "أم القنابل" التي تزن 2000 رطل؛ والتي يُعتقد أنها قادرة على قصف منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، استعراضًا واضحًا للقوة، وينذر بضربة أمريكية مُحتملة على إيران، حذّرت الأخيرة من إمكانية استهداف قاعدة دييغو غارسيا بصواريخها.
وأفادت تقارير بأن بعض القادة العسكريين الإيرانيين يضغطون من أجل توجيه ضربة استباقية قد تُظهر القوة العسكرية الإيرانية دون إثارة حرب شاملة مع الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تُطوّر برنامجها الصاروخي منذ عقود، مُقدّمةً مجموعةً من المقذوفات بمدى مُتنوع.
وعلى حين أُطلقت مئات من هذه الصواريخ على إسرائيل العام الماضي في حلقتين مُختلفتين من التوتر بين البلدين في ذروة حرب غزة؛ وبينما اعترضت القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية في الشرق الأوسط مُعظم هذه الصواريخ، إلا أن العديد منها نجح في اختراق المجال الجوي الإسرائيلي، وسقط بالقرب من أهداف عسكرية حساسة.
تخفيف حدة اللهجة
وتابعت الصحيفة أن طهران لم تُغفل الجانب الدبلوماسي ويبدو أنها تستغل الحذر الإقليمي من التصعيد؛ ومن خلال وضع نفسها كقوة عسكرية وكفاعل عقلاني منفتح على الدبلوماسية، فإنها تسعى إلى إضعاف الجهود الأمريكية الرامية إلى تشكيل إجماع إقليمي بشأن الصراع المحتمل.
ومع الأخذ في الاعتبار التفوق العسكري لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، أعلنت إيران صراحةً أنها لا تسعى إلى مواجهة عسكرية، مؤكدةً استعدادها للتوصل إلى اتفاق قائم على "الاحترام المتبادل".
ويبدو أن الخوف من حرب مدمرة دفع إيران إلى تخفيف حدة اللهجة، وإعادة النظر في أنشطتها الإقليمية وتقليصها، على الأقل في ظل التوترات الحالية.
وفي هذا السياق، صرح مسؤول إيراني لم يُكشف عن هويته لصحيفة "ديلي تلغراف" بأن طهران تسحب قواتها من اليمن في محاولة "لتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة"، التي شنّت خلال الأسبوعين الماضيين ضرباتٍ عنيفة على ميليشيا الحوثي الموالية لإيران.
وسيلة ضغط
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الحشد العسكري الأخير، لا يبدو أن هجومًا عسكريًا أمريكيًا على إيران وشيكًا، لكنه يُستخدم كأداة يستخدمها ترامب لدفع إيران إلى طاولة المفاوضات والتوصل سريعًا إلى الاتفاق الذي يسعى إليه.
ونظرًا للانتشار الواسع لقواعد الدفاع الجوي الإيرانية، يبدو أن المزيد من المعدات والطائرات والقوى العاملة ضروري إذا قررت الولايات المتحدة في النهاية توجيه ضربة قد تشلّ المنشآت النووية الإيرانية وتُعطّل مراكزها العسكرية لإحباط أي رد انتقامي فوري.
ويظل قرار الولايات المتحدة بتصعيد عمليات النشر لحرب شاملة، بما يتجاوز مجرد الإيماءات الاستعراضية، يعتمد إلى حد كبير على كيفية رد إيران على تهديدات ترامب.