تولّى يوهان فادفول، مستشار السياسة الخارجية المخضرم، والحليف المقرب للمستشار الألماني، فريدريش ميرز، منصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة، ليكون أول عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ الألماني يتولّى هذا المنصب منذ 60 عاماً.
وعمل الرجل، البالغ من العمر 62 عاماً، مستشاراً للسياسة الخارجية لميرز، وكان نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي تحت ميرز منذ 2022.
وبعد تعيينه الرسمي، كتب فادفول على موقعه الإلكتروني الشخصي، أن "تركيزه الرئيس ينصب على العلاقات عبر الأطلسي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعلاقات مع الصين وروسيا، إضافة إلى البلقان والشرق الأوسط".
كما تعهد يوهان فادفول بتعزيز سياسة ألمانيا الداعمة لإسرائيل، مع إعطاء الأولوية للحلول السياسية في الشرق الأوسط.
من هو فادفول؟
وُلد فادفول في هوسوم، شمال ألمانيا، ودرس القانون في جامعة كيل، ثم ركز على قانون الرعاية الصحية والقضايا الاجتماعية. منذ 2009، أصبح عضواً في البوندستاغ، حيث انضم إلى لجنة الشؤون الخارجية عام 2013، وخلال فترة عضويته في اللجنة، شغل فادفول منصب مقرر شؤون علاقات ألمانيا مع الشرق الأوسط.
مثّل ألمانيا في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي منذ 2010، وانتُخب نائباً للرئيس العام 2024. وعلى الصعيد المحلّي، شغل منصب نائب رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي منذ 2017، حيث أشرف على السياسة الخارجية، والدفاع، والشؤون الأوروبية.
لفادفول أيضاً خلفية عسكرية، حيث خدم في الجيش الألماني من 1982 إلى 1986، ولا يزال برتبة مقدم في قوات الاحتياط.
دعم مطلق لإسرائيل
خلال أول يوم كامل له في منصبه يوم الأربعاء، سافر وادفول إلى باريس ووارسو للقاء نظرائه في وزارة الخارجية. وفي أول رحلة له إلى الشرق الأوسط، من المقرر أن يتوجه وادفول إلى إسرائيل نهاية هذا الأسبوع.
في مقابلة مع قناة "ARD" الألمانية يوم الثلاثاء، شدد المستشار ميرز على قلقه إزاء الوضع الإنساني في غزة، بعد أكثر من شهرين من الحصار الإسرائيلي المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قائلاً: "يجب على الحكومة الإسرائيلية الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة".
وتتوافق مواقف فادفول في السياسة الخارجية، إلى حد كبير، مع مواقف المستشار ميرز. مؤخراً، دعا ميرز وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى تعميق التعاون مع تركيا، أكبر شريك تجاري لألمانيا في الشرق الأوسط اعتباراً من 2023، وأكدا باستمرار موقفهما المؤيد لإسرائيل.
قبل أيام قليلة من الذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز في يناير 2025، ألقى فادفول خطاباً أمام البوندستاغ، أعرب فيه عن دعمه لمبيعات الأسلحة الألمانية لإسرائيل.
ورغم أن واديفول دعم إسرائيل، إلا أنه دعا تل أبيب إلى حلول سياسية وليس عسكرية للصراعات التي تواجهها في المنطقة.
وفي مقابلة مع دويتشه فيله في سبتمبر 2024، ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، قال فادفول: "يجب أن تعلم إسرائيل أنها لن تتمكن من حل جميع هذه الصراعات عسكرياً، يجب حل هذه الصراعات سياسياً عبر المفاوضات".
كما حث فادفول على الضغط على حزب الله في لبنان، و"على النظام الإيراني بالطبع".