logo
العالم

ميرتس أمام المهمة "المعقدة".. استعادة زعامة ألمانيا وسط "ألغام ترامب"

ميرتس أمام المهمة "المعقدة".. استعادة زعامة ألمانيا وسط "ألغام ترامب"
فريدريش ميرتسالمصدر: رويترز
06 مايو 2025، 5:43 م

يواجه مستشار ألمانيا المقبل، فريدريش ميرتس، مهمةً سهلة الوصف، لكنها صعبة التنفيذ؛ تتمحور حول استعادة ريادة بلاده في أوروبا.

وفي حين سيسعى ميرتس لإصلاح علاقات ألمانيا مع جيرانها، يتوجب عليه بناء علاقة وطيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنهاء أزمة الهجرة، وتعزيز الاقتصاد.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يتعين على المحافظ البالغ من العمر 69 عامًا، عندما يصوّت البرلمان الألماني على تعيينه مستشارًا، تحقيق 3 أهداف رئيسة، قد يتعارض بعضها مع بعضها البعض.

وأول هذه الأهداف، إصلاح العلاقات مع الجيران وبناء علاقة ودية مع الرئيس ترامب؛ وإنهاء أزمة الهجرة البطيئة التي أضرّت بالسياسة الأوروبية؛ وإعادة إحياء اقتصادٍ أصبح بطيء النمو في أوروبا.

ومن خياراته في اختيار الموظفين إلى جدول رحلاته، أشار ميرتس إلى أن السياسة الخارجية ستكون أولويةً رئيسة؛ إذ عيّن شخصًا مواليًا له على رأس وزارة الخارجية، وأنشأ أول مجلس للأمن القومي على الإطلاق داخل المستشارية. وصرح للصحفيين، يوم الاثنين، بأن الحكومة الجديدة "ستُسمع صوتها في أوروبا والعالم".

وتابعت الصحيفة أن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ميرتس، الذي فاز في انتخابات فبراير، سيتوجه، بعد ساعات من توليه منصبه الثلاثاء، إلى باريس في أول زيارة رسمية له؛ حيث تُعدّ هذه الرحلة تقليدًا راسخًا للمستشارين الجدد.

وعلى الرغم من أن لا المصالح الفرنسية والألمانية تتوافق تمامًا، لكن المحللين يعتقدون أن ميرتس وماكرون قادران على التوصل إلى تسويات مفيدة للطرفين. 

وقال هينينج هوف، المحلل والمحرر التنفيذي لمجلة "إنترناشيونال بوليتيك كوارترلي"، إن أحد الحلول الممكنة للمقايضة قد يتمثل في "تمويل جزء من تكلفة توسيع المظلة النووية الفرنسية لتشمل ألمانيا من خلال اقتراض أوروبي مشترك"؛ وهو أمر لطالما عارضته ألمانيا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الألمانية الأمريكية تدهورت بسرعة منذ انتخاب ترامب؛ ففي حين دعا إيلون ماسك الناخبين الألمان إلى دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في انتخابات هذا العام، انتقد نائب الرئيس جيه دي فانس الأحزاب الوسطية في ألمانيا لعزلها هذه الجماعة.

وفي ذات السياق، أبدى ميرتس استياءه من تأييد ماسك لحزب البديل من أجل ألمانيا، وبعد ساعات من انتخابه، تعهد بجعل ألمانيا أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن المعنويات انخفضت إلى أدنى مستوياتها، يوم الجمعة، عندما أعلنت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية أنها صنّفت حزب البديل من أجل ألمانيا كمنظمة يمينية متطرفة، وهو قرار وصفه وزير الخارجية ماركو روبيو في برنامج "إكس" بأنه "طغيان مُقنّع".

وقد يُصعّب استمرار الدعم الأمريكي لحزب البديل من أجل ألمانيا أي تقارب أمريكي ألماني.

وأشارت الصحيفة إلى أن من أبرز قرارات ميرتس في السياسة الخارجية التي ستحظى بمتابعة دقيقة تتمثل فيما إذا كان سينفذ اقتراحه الشهر الماضي بتزويد كييف بصواريخ توروس بعيدة المدى، والتي طلبت أوكرانيا تزويدها بها منذ فترة طويلة، لكن شولتز لم يسمح بها قط.

وأوضحت أن أحد الأهداف الرئيسة لميرتس، والذي قد يتعارض مع أهدافه في السياسة الخارجية، هو تعهده بشن حملة صارمة على الهجرة منذ اليوم الأول.

أخبار ذات علاقة

فريدريش ميرتس

ميرتس يؤدي اليمين اليوم مستشارا لألمانيا

 وفي حين كانت ألمانيا، بفضل نظامها السخيّ للرعاية الاجتماعية، وجهةً جاذبةً للمهاجرين، وهي بلا شكّ الوجهة الأوروبية الرئيسية لطالبي اللجوء، تخشى بعض الدول التي كانت بمثابة نقاط عبور للمهاجرين في طريقهم إلى ألمانيا أن تُعلق مع الوافدين الجدد إذا أغلقت برلين أبوابها.

واختتمت الصحيفة، بالإشارة إلى أن تحقيق الأولوية الثالثة العاجلة لميرتس؛ هي إصلاح الاقتصاد، وقد يستغرق وقتًا أطول؛ إذ لم يشهد اقتصاد ألمانيا المعتمد على التصدير نموًّا يُذكر منذ تفشي جائحة كوفيد-19، ويتوقع معظم الاقتصاديين ركودًا اقتصاديًّا هذا العام بعد عامين من الركود.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC