logo
العالم

بعد "الاتهام المفاجئ".. هل بدأت طهران بفض الشراكة مع موسكو؟

بعد "الاتهام المفاجئ".. هل بدأت طهران بفض الشراكة مع موسكو؟
وزيرا خارجية روسيا وإيرانالمصدر: أ ف ب
26 أغسطس 2025، 6:55 ص

أثار اتهام مسؤول إيراني مؤخرا روسيا بكشف المواقع الدفاعية لبلاده أمام إسرائيل في حرب الـ12 يوما الأخيرة تساؤلات حول أسباب هذا الهجوم الإيراني على الحليف الروسي.

أخبار ذات علاقة

عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محمد صدر

مسؤول إيراني: روسيا كشفت مواقعنا الدفاعية لإسرائيل في الحرب الأخيرة

 ووفق خبيرين تحدثا لـ"إرم نيوز"، فإن خلف ذلك مجموعة من الأسباب من بينها ترويج إيران أن الجبهة الداخلية قوية وأن المنظومات العسكرية التي تفتخر بها وتعرضت لضربات إسرائيلية في الحرب الأخيرة، تمت عبر اختراق خارجي وليس من الداخل.

ورجح الخبيران أن يكون خروج مثل هذا التصريح الهجومي محاولة لاختبار ما دار في الكواليس حول أن هناك اتفاقا روسيا أمريكيا يقوم على "مقايضة" من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بتخلي موسكو عن دعم طهران مقابل الاعتراف الأمريكي بأن شبه جزيرة القرم روسية.

وكان عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محمد صدر، قد كشف أن روسيا زودت إسرائيل بمعلومات حول مواقع دفاعية إيرانية خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما، وكذلك في الحرب التي سبقتها.

 وقال صدر إن روسيا سلمت منظومة صواريخ إس-400 إلى تركيا، العضو في حلف الناتو، لكنها رفضت منحها لإيران رغم الشراكة الاستراتيجية، مضيفا أن موضوع شراء مقاتلات سوخوي 35 مطروح منذ فترة طويلة، إلا أن موسكو ما زالت تماطل، على حد تعبيره.

 خطاب شعبوي

ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية بمركز ستاندرد للدراسات، الدكتور فرهاد دزه يى، بأن هذا الحديث يحمل إلى حد بعيد خطابا شعبويا موجها إلى الداخل، بهدف الترويج إلى أن الجبهة الداخلية قوية وأن ما جرى في حرب الـ12 يوما يرجع إلى أسباب خارجية كشفت لتل أبيب مواقع استراتيجية وأنه دون ذلك كانت هزيمة إسرائيل ستكون حاضرة.

 وأكد دزه يى في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن اختراقات إيران كانت من الداخل وتتعلق بأجنحة وصراعات نتج عنها انشقاق داخلي وعدم ثقة في ترويج النظام للقدرة على هزيمة إسرائيل وأن الأزمات الاقتصادية ثمن لتمتين القدرات العسكرية.

وأشار دزه يى إلى أن العلاقة بين إيران وروسيا قوية وبينهما اتفاقيات استراتيجية، وأن الروس دافعوا عن طهران في محافل دولية أمام بريطانيا وفرنسا خلال حرب الـ12 يوما، ولكن هناك قاعدة تتعامل بها موسكو إلى حد كبير، وهي أن "السواعد مع إسرائيل والعيون مع إيران".

أخبار ذات علاقة

إسماعيل بقائي

إيران تعلق على اتهام روسيا بنقل معلومات دفاعية إلى إسرائيل

  وأفاد دزه يى بأن إيران طلبت من روسيا صواريخ إس 400 لكن الأخيرة رفضت ذلك لتذبذب ثقتها في طهران، فضلا عن الانزعاج الروسي من التعنت الإيراني والمماطلة في ملفات اليورانيوم والمشروع النووي.

ويعتقد دزه يى أن خروج مثل هذا التصريح الهجومي من المسؤول الإيراني قد يكون محاولة لاختبار ما دار في كواليس اللقاء الروسي الأمريكي والحديث عن اتفاق حول وقف الحرب في أوكرانيا ووجود مقايضة من ترامب بالتخلي الروسي عن إيران مقابل الاعتراف بأن شبه جزيرة القرم روسية. 

ضعف داخلي

ومن جهته يرى المحاضر في العلوم السياسية والباحث في مركز البحوث العلمية التطبيقية والاستشارية في موسكو ميرزاد حاجم، أن هذا النوع من الاتهام يضع إيران في خانة الضعفاء الذين دائما ما يحاولون إيجاد أسباب فشلهم خارج ذواتهم، ويلقون باللوم على طرف آخر.

وأضاف حاجم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إيران حاولت إظهار نفسها بالمنتصر في حرب الـ12 يوما وأعلنت ذلك، والآن تحاول إلقاء اللوم في إخفاقاتها على طرف ثالث، والبحث عن المذنبين في الخارج، وهو مؤشر على ضعف إيران الداخلي.

أخبار ذات علاقة

الخبير الإيراني حمزة صفوي

خبير إيراني: روسيا ليست ضامناً "مطلقاً" لأمننا القومي

  وأوضح حاجم أن هناك اتفاقية تعاون بين روسيا وإيران، ولكن ليس بينهما أي اتفاقية دفاع مشترك، وأن القوات الإيرانية لا تتواجد على الحدود الروسية الأوكرانية، وهناك اتفاقية تعاون بين روسيا وإسرائيل.

وأضاف: إذا كانت طهران تعتقد أن موسكو يجب أن تتوقف عن التعاون مع إسرائيل بسبب حرب الـ12 يوما، فهذا أمر لن يحدث، على الرغم من إدانة موسكو لذلك، لكن هذا لا يعني إنهاء التعاون بينها وبين تل أبيب.

واستكمل حاجم بالقول إن الحديث عن أن موسكو كشفت للجانب الإسرائيلي عن مواقع دفاعية هو "هراء تام"، فبعد أن لم يتمكن الإيرانيون أنفسهم من الصمود في مواجهة الهجوم، يريدون إلقاء اللوم على طرف آخر، في وقت لم تعمل فيه استخباراتهم المضادة كما يجب.

أخبار ذات علاقة

محمد جواد ظريف خلال مؤتمر للإصلاحيين

الإصلاحيون يستهدفون اليورانيوم.. "حرب الـ12 يوماً" تعمّق الصدع في إيران

 وأكد حاجم أن الشريك الاستراتيجي الوحيد الذي يمكن لإيران أن تتعاون معه هو روسيا، وأسوأ شيء يمكن فعله الآن هو محاولة طهران تحميل موسكو مسؤولية إخفاقاتها.

وقال إن المسؤول الإيراني إما أنه يتحدث بتوجيه من جهات غربية لإحداث انقسام إضافي، أو أنه شخص قصير النظر سياسيا يسعى للشهرة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC