الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
حذّر تقرير من أن حرب الـ 12 يومًا التي شنّتها إسرائيل على إيران، وقتلت خلالها قادة الصف الأول والثاني في المؤسسة العسكرية، ستُفرز جيلًا من القيادات "أكثر تطرفًا" وربّما أكثر قوة بحكم مشاركتهم في حروب إقليمية، أبرزها الحرب الأهلية في سوريا.
وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الحرب الأخيرة ستدفع نحو صعود "جيل متشدد" إلى المناصب العليا في الحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن أغلبهم من الشباب في الأربعينات من العمر، وهم مهيؤون لتولي القيادة.
وأضافت أن هذا الجيل "صقل قدراته في حروب إقليمية خصوصًا في العراق وسوريا"، مشيرة إلى أن القادة الجدد المرتقبين تدربوا على الطائرات المسيّرة والصواريخ والحرب السيبرانية.
كما رأت "فورين بوليسي" أن الأخطر هو أن هؤلاء الأعضاء الصاعدين وعلى عكس القادة الراحلين، هم من أنصار "المواجهة الحتمية" مع إسرائيل، ويعتبرونها "ضرورية ومثمرة". وقالت "بالنسبة لهم "الردع لا يقتصر على البقاء، بل إنه يتعلق في المكانة الإقليمية، والفخر الوطني، وإعادة تأكيد السيادة".
وشجّعت ضربات يونيو الأمريكية الإسرائيلية، والردود المضادة من إيران، هذا الجيل الذي يرى بأن ضبط النفس الذي مارسته الدولة على مدى العقدين الماضيين لم يُشجع إلا على المزيد من الهجمات، وفق "فورين بوليسي".
ورأت المجلة أن تبعات حرب الـ 12 يومًا، ستُحدد أيضًا خليفة المرشد الأعلى، علي خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، معتبرة أن المواجهة غير المسبوقة مع إسرائل "رسّخت عقيدة المقاومة وليس فقط الأيديولوجيا" وأضافت "هذا يمنح الحرس الثوري، خاصة جيل الشاب المتشدد، نفوذًا أكبر في رسم ملامح المرحلة".
لكن التحدي الذي يواجه قادة إيران، خاصة الجيل الأصغر سنًّا في الحرس الثوري، هو كيفية استغلال هذه اللحظة دون المبالغة في تقدير قدراتهم. ورأت "فورين بوليسي" أنه قد تلقى الدعوات إلى توسع عسكري أكبر، أو حتى امتلاك سلاح نووي، صدى في الوقت الحالي، لكنها تُخاطر بإثارة ردود فعل خارجية أشد حدة، وتعميق العزلة الاقتصادية.
حتى على المستوى السياسي والشعبي، رصدت "فورين بوليسي" تحولًا جذريًّا نحو مزيد من التشدد خصوصًا لدى الجيل الذي وُلد بعد ثورة 1979، والذي غالباً ما خاب أمله في أيديولوجية الدولة، مشيرة إلى أنه رغم عدم تأييدهم المطلق للنظام، فإنهم يُعيدون النظر في كل ما كانوا يؤمنون به بشأن القوة والأمن الغربيين.
لسنوات، حتى مع تحذير خامنئي، من أنه لا يمكن الوثوق بالغرب، استمرت شرائح كبيرة من الإيرانيين في التصويت للمرشحين الذين وعدوا بالانخراط في الحلول الدبلوماسية، وإن لم تكن مثالية، على أنها واقعية، باعتبار أن المسار البراغماتي هو السبيل الوحيد للخروج من العزلة.
لكن الضربات الإسرائيلية "غير المبررة"، وفق وصف المجلة الأمريكية، جاءت بينما كانت المفاوضات مع الولايات المتحدة لا تزال جارية، وهو ما "خلط الأفكار بين الدوائر الانتخابية ذاتها التي دعمت الحوار في السابق، فهناك رأي متزايد بأن المحادثات مع الغرب هي لعبة قذائف، بغض النظر عن كيفية مشاركة إيران، فسوف تُعاقب".
وخلُصلت المجلة إلى أن الإيرانيين "المعتدلين" الذين ظلوا لعقود طويلة يتساءلون عن سبب حاجة بلادهم إلى برنامج صاروخي أو وكلاء إقليميين أو عقيدة مقاومة عسكرية، انضموا إلى "المتشددين" الذين يبحثون عن كيفية تعزيز هذه الدفاعات، بما يضمن سيادة إيران واستقلالها.