الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي

logo
العالم

وسط تراجع الثقة بواشنطن.. هل تفرز "منظمة شنغهاي" قطباً عالمياً جديداً؟

وسط تراجع الثقة بواشنطن.. هل تفرز "منظمة شنغهاي" قطباً عالمياً جديداً؟
الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة شنغهايالمصدر: رويترز
01 سبتمبر 2025، 4:12 ص

اختلفت المسميات بشأن الدور القادم لمنظمة شنغهاي الصينية للتعاون، ومدى تحولها من منصة إقليمية إلى أداة لبناء عالم يحمل جبهات أو عالم متعدد الأقطاب، قادم من الشرق، مقابل النفوذ الغربي بقيادة واشنطن.

ورأى خبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن العالم اليوم ليس متعدد الأقطاب، بل جبهة جديدة تتشكل في المشرق، تقودها موسكو وبكين، وتنضم إليها قوى إقليمية مهمة، في مواجهة الهيمنة الأمريكية، التي شابها الكسر، لاسيما مع عدم ثقة دول عدة في الولايات المتحدة.

وذهب آخرون إلى أن اعتبار منظمة "شنغهاي" قطباً منافساً لحلف "الناتو" ليس دقيقاً، في وقت لا تريد فيه الصين استعادة لغة الحرب الباردة ولا تسعى إلى تشكيل قطب شرقي على غرار الاتحاد السوفيتي، موضحين أن لغة الأحلاف ليست جزءاً من قاموس السياسة الصينية.

وتعدّ قمة منظمة "شنغهاي للتعاون"، التي جاءت في مدينة "تيانجين" الصينية مؤخراً، حدثاً استثنائياً ليس بسبب المشاركة القياسية من قادة الدول الأعضاء والمراقبين فقط، ولكن أيضاً نظراً للموضوعات الحيوية التي تناقشها.

تغير الأقطاب

وقال مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات ،الدكتور آصف ملحم، إن "روسيا والصين خلال السنوات الثلاث الماضية تمكنتا من كسر الهيمنة الأمريكية في العالم، والآن يسيران باتجاه بناء نظام دولي جديد".

وأضاف ملحم، في حديث لـ"إرم نيوز": "ما نشده اليوم ليس عالماً متعدد الأقطاب، بل جبهة جديدة تتشكل في المشرق، تقودها روسيا والصين، وتنضم إليها قوى إقليمية مهمة باتت تدرك أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة الأمريكية".

وأكمل: "لذلك نشهد تشكل هذه الجبهة عبر منظمة شنغهاي، وبريكس، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إضافة إلى تعاون وثيق مع رابطة آسيان التي تضم دول جنوب شرق آسيا.

وتابع ملحم: "نحن أمام تحولات عالمية حقيقية تقودها روسيا والصين في مواجهة الهيمنة الأمريكية، في ظل انطلاق قطار بناء النظام الدولي الجديد وهو يتقدم للأمام، لافتاً إلى أن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عادة ما تكون بطيئة ولا تحدث بين ليلة وضحاها".

واعتبر أن "هذه التحولات تؤكد أن هناك جبهة حقيقية تتشكل لمواجهة الولايات المتحدة والهيمنة الغربية، وقد نشهد صدامات، لأن واشنطن ما زالت تملك أدواتها".

وأشار إلى أن "مناطق مثل القوقاز، إيران، سوريا، الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، تحولت إلى بؤر صدام مباشر بين الشرق والغرب ورغم أن أدوات الولايات المتحدة القديمة، ومنها إشعال الصراعات على خلفيات إثنية أو دينية، بدأت تفقد فعاليتها لأن العالم بات أكثر وعياً بتلك السياسات".

وأوضح أن "الحضور الكبير لدول كبرى، مثل مشاركة رئيس وزراء باكستان، ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم، يعكس إيمان هذه الدول بالتوجه الذي تقوده الصين وروسيا، حيث إن الجغرافيا لا يمكن تغييرها، وهذه الدول متجاورة على بر واحد، والولايات المتحدة، بمحاولاتها المستمرة لخلق القلاقل في هذا المشرق، تسعى وراء مكاسب سياسية واقتصادية بحتة".

وختم بالقول إنه حين فرضت واشنطن رسوماً بنسبة 100% على مشتري الطاقة الروسية، لم تستجب الصين والهند لذلك، بل أكدتا أنهما تنطلقان من مصالحهما الخاصة وهذا ما يثبت أن القوى الكبرى، أي الاقتصادات العملاقة مثل روسيا، الصين، والهند، ومعها العديد من القوى الإقليمية تعيد اليوم صياغة شكل العالم.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي

"محطة فارقة".. شي ومودي يجتمعان على هامش "قمة شنغهاي"

من جهته، قال الخبير في الشؤون الصينية، سامر خير أحمد، إن "الصين وقفت أمام حدثين مهمين، الأول هو اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون، الذي عقد في مدينة شنجن الصينية، وهو اجتماع دوري للمنظمة، أما الحدث الثاني فهو الاحتفالات بالذكرى الثمانين لتحرير الصين من الاحتلال الياباني والانتصار في الحرب العالمية الثانية.

واعتبر خير، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "احتفالات الذكرى الثمانين تأتي بمثابة جرد وكشف حساب، تقدم من خلاله الصين صورة عن تطورها على الصعيدين العسكري والسياسي، فضلاً عن تعزيز نفوذها الاقتصادي في العالم، حيث تريد بكين القول عبر هذه المناسبة إنها أصبحت دولة ذات مكانة مختلفة ونفوذ عالمي متنامٍ".

ورأى الخبير أن "منظمة شنغهاي، تأسست لأغراض أمنية وعسكرية، لتكون بمثابة مكافئ لحلف الناتو، غير أن طبيعة عملها بعد مرور 24 عاماً أصبحت أقرب إلى الطابع الاقتصادي والسياسي أكثر من العسكري والأمني".

وأفاد بأن "الحديث عن كون منظمة شنغهاي قطباً منافساً للناتو ليس دقيقاً، في وقت لا تريد فيه الصين استعادة لغة الحرب الباردة ولا تسعى إلى تشكيل قطب شرقي على غرار الاتحاد السوفيتي، حتى في إطار تعاونها مع روسيا، بعد أن حققت الصين، خلال السنوات العشر الأخيرة، تقدماً كبيراً مستفيدة من مبادرة الحزام والطريق ومن الشراكة الاستراتيجية مع روسيا وعلاقاتها الواسعة مع العالم".

ونوه إلى أن "الصين وجهت دعوة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور الاحتفالات، وكذلك لعدد من القادة الغربيين، غير أنهم لم يحضروا، وهذا دليل على أن الصين لا تريد أن تظهر بمظهر القطب المناوئ للغرب عبر منظمة شنغهايطز

وأكد خير أن "اجتماع المنظمة دوري بطبيعته، وغاياتها أصبحت متنوعة وليست محصورة في السياسة أو الأمن بدليل وجود تركيا التي هي عضو في حلف الناتو".

وختم الخبير بالقول إن "لغة الأحلاف ليست جزءاً من قاموس السياسة الصينية، ومن ثم لا يمكن اعتبار اجتماع منظمة شنغهاي طرحاً لحلف شرقي جديد يناوئ الغرب، في وقت تريد فيه الصين تقديم نفسها كدولة قوية ذات شراكات استراتيجية متوازنة مع العالم، لا كزعيمة قطب جديد".

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الروسي والصيني

بوتين يصل إلى الصين لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC