logo
العالم

الصين تتحدى العالم.. أضخم سفينة غاز طبيعي مسال تبحر نحو أفريقيا

الصين تتحدى العالم.. أضخم سفينة غاز طبيعي مسال تبحر نحو أفريقيا
أول مشروع ضخم للغاز الطبيعي المسال العائم في الصينالمصدر: شبكة (سي جي تي إن) الصينية
28 أغسطس 2025، 11:12 ص

تتجه الآن قفزة  الصين الأكثر طموحًا في سوق الطاقة العالمية نحو غرب أفريقيا؛ حيث تُعد سفينة "نجويا" للغاز الطبيعي المسال العائمة، التي صممتها وبنتها شركة "ويسون نيو إنرجيز المحدودة"، أكبر منشأة عائمة للغاز الطبيعي المسال (FLNG) في الصين على الإطلاق، وهي العنصر الأساسي لمشروع الكونغو للغاز الطبيعي المسال التابع لشركة "إيني" الإيطالية العملاقة. 

يبلغ طول هذه السفينة العملاقة 376 مترا وعرضها 60 مترا، وتخزن 180 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، وتنتج 2.4 مليون طن سنويا؛ ما يجعلها رابع أكبر منشأة عاملة للغاز الطبيعي المسال في العالم.

التأثيرات العالمية والتغييرات التجارية

تسيطر "ويسون نيو إنرجيز" الآن على حوالي 30% من جميع عمليات بناء سفن الغاز الطبيعي المسال العائمة الجديدة عالميا، لتحتل المرتبة الثانية بعد شركة "سامسونج للصناعات الثقيلة".

أخبار ذات علاقة

علم باكستان والصين وأفغانستان

"ضربة استراتيجية" للهند.. الصين توسّع ممرها الاقتصادي إلى أفغانستان

وبفضل الطلب العالمي المتزايد بعد النزاع الأوكراني، حصلت الشركات الصينية على عقود للغاز الطبيعي المسال العائم (FLNG) بقيمة تزيد على 4.6 مليار دولار أمريكي منذ عام 2022. 

وبلغت طلبات الهندسة البحرية 27.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مسجلةً قفزة سنوية مذهلة بنسبة 85%، وهي الأعلى منذ عقد؛ ما يُبرز هذا النمو الهائل تحول دور الصين من كونها وافدا حديثا إلى كونها رائدة في ابتكارات الطاقة.

هندسة المسار السريع

ما يُميز مشروع "نجويا" للغاز الطبيعي المسال العائم ليس الحجم فحسب، بل السرعة والتكنولوجيا المُستخدمة. 

بُني المشروع في غضون 33 شهرا فقط من تاريخ ترسية العقد وحتى انطلاقه، مُحطما بذلك الأرقام القياسية في قطاع الغاز الطبيعي المسال العائم. 

ويُتيح التصميم المُتطور بصمة كربونية أصغر، ومرونة في معالجة حقول غاز متعددة، وأنظمة معيارية تُعزز كفاءة النشر للعملاء العالميين. 

من جانبها، أفادت شركة "إيني" أن سفينة "نجويا" سترسو قبالة سواحل الكونغو في منطقة امتياز "مارين 12"، وهي جاهزة للتشغيل بحلول نهاية عام 2025. 

وسيرفع هذا إجمالي طاقة "كونغو للغاز الطبيعي المسال" إلى 3 ملايين طن سنويا؛ ما يعزز طموحات البلاد كقوة أفريقية في تصدير الغاز.

أخبار ذات علاقة

مشروع السد العملاق في الصين

مشروع سد براهمابوترا الصيني يهدد بتفجير "حرب المياه" في آسيا

وفقًا لأبحاث "كلاركسون"، قد يتطلب الطلب العالمي 20-30 وحدة جديدة من وحدات الغاز الطبيعي المسال العائمة بحلول عام 2030، مع وجود 134 مشروعا محددا قيد الانتظار.

في السياق ذاته، حذّر محللو الصناعة من عدم اليقين المستقبلي بشأن التمويل والخيارات التكنولوجية - وهي قضايا عازمة شركات بناء السفن الصينية على الابتكار بشأنها.

وأشار المحللون إلى أن التوسع السريع في وحدات الغاز الطبيعي المسال العائمة، التي توفر مرونة للدول الغنية بالغاز ذات البنية التحتية الساحلية المحدودة، يعني أسعارا أكثر تنافسية، وتحسين وصول الطاقة إلى الأسواق الناشئة.

التحول الاستراتيجي في مجال الطاقة

لا تُمثل وحدة "نجويا" العائمة للغاز الطبيعي المسال سوى بداية لطموحات الصين البحرية.

كما فازت شركات عملاقة أخرى، مثل شركة CIMC Raffles، بعقود بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي لوحدات غاز طبيعي مُسال عائمة إضافية، وتخطط شركة Petrobras البرازيلية لاستثمار 77 مليار دولار أمريكي في عمليات الاستكشاف وإنشاء وحدات جديدة حتى عام 2029. 

ومع تنافس الشركات الصينية والعالمية على ريادة تكنولوجيا الغاز الطبيعي المسال المعيارية، يواجه مشهد الطاقة من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا تغيرات جذرية قد تُعيد رسم مسارات الإمداد والتحالفات الجيوسياسية لسنوات قادمة.

أخبار ذات علاقة

نتائج عكسية.. سياسات ترامب تُقوّي الصين

ترامب يعزل أمريكا.. الهند والبرازيل تتمرّدان بالتقارب مع الصين

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC