تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى تصاعدًا مقلقًا في وتيرة العنف، عقب اندلاع اشتباكات دامية بين فصائل متناحرة من حركة "العودة والمطالبة وإعادة التأهيل" (3R)، إحدى الجماعات المسلحة المنضوية ضمن ائتلاف "تحالف الوطنيين من أجل التغيير" (CPC).
وأسفرت المعارك، التي وقعت قرب مدينة بوزوم في محافظة أوهام-بندي شمال غربي البلاد، عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وإصابة أكثر من 100 آخرين، في وقت اضطر فيه مئات المدنيين إلى الفرار من قراهم بحثًا عن الأمان.
وبحسب مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تعكس هذه المواجهات هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أبريل/نيسان الماضي، بين الحكومة وبعض أبرز قادة الجماعات المسلحة، من بينهم علي داراسا، زعيم "وحدة السلام في أفريقيا الوسطى" (UPC)، وسيمبي بوبو، قائد حركة 3R.
ونصّ الاتفاق على تجميع مقاتلي 3R في مناطق محددة بانتظار بدء عملية نزع السلاح، غير أن الانقسامات الداخلية بين الفصائل أفضت إلى تجدّد القتال، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني.
وأوضح تقرير المجلة أن الاشتباكات بدأت في 10 يونيو/حزيران، إثر خلاف على تقاسم الغنائم، وفقًا لما أفاد به النائب عن دائرة بوزوم، جيرفيه نغويريكان.
وأضاف أن الفصيل الخاسر استدعى تعزيزات عسكرية، وشنّ هجومًا مضادًا مطلع الأسبوع، استهدف خلاله مدنيين، وأحرق قرى "فودو"، و"بوسا"، و"بودالو"، التي يقطن كل منها نحو 500 شخص، ما أدى إلى موجة نزوح واسعة نحو مناطق مجاورة.
ودعا النائب نغويريكان الحكومة إلى التدخل العاجل لحماية السكان، مشددًا على ضرورة تعزيز قدرات القوات المسلحة في المنطقة.
وقال "نُقدّر جهود الدولة في إعادة السلام، لكن لا يمكن أن تتم على حساب أمن المواطنين، ونطالب بدعم عسكري فعلي لحماية الأهالي".
وفي العاصمة بانغي، يسعى الرئيس فوستان-أركانغ تواديرا إلى إنقاذ اتفاق السلام، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكان الرئيس قد التقى أواخر مايو/أيار الماضي ممثلين عن فرنسا وروسيا ورواندا، وهم من أبرز الوسطاء في الملف، لمناقشة الخطوات المقبلة، بما في ذلك اجتماعات مرتقبة في يونيو/حزيران، مع قادة الجماعات المسلحة لتسريع إدماجهم في برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.