الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
وجّه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا دعوة رسمية لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لحضور قمة "بريكس" المقبلة في ريو دي جانيرو، رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
وتأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تنسيقًا متزايدًا، خاصة في قطاع الطاقة النووية، وسط تساؤلات غربية متجددة حول النفوذ الروسي في أمريكا اللاتينية.
وأوضح لولا، في تصريحات حديثة، أن قرار الحضور يعود لبوتين نفسه، باعتباره أحد مؤسسي المجموعة.
كانت زيارة لولا الأخيرة لموسكو بمثابة دفعة قوية لتعزيز العلاقات بين البرازيل وروسيا، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
وصرّح لولا بأن الزيارة تهدف إلى "تعزيز الشراكة الإستراتيجية وتقويتها"، مشيرًا إلى المصالح السياسية والتجارية والثقافية والعلمية والتكنولوجية المشتركة بين البلدين.
وفي خطوة بارزة، كشف وزير المناجم والطاقة البرازيلي، ألكسندر سيلفيرا، عن بدء شراكة مع روسيا في قطاع الطاقة النووية، وتحديدًا في مجالي تعدين اليورانيوم، وتطوير المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية (SMRs).
وبحسب سيلفيرا، فإن الرئيس بوتين أوعز إلى شركة "روساتوم" الروسية الحكومية بالشروع فورًا في التنسيق مع البرازيل لتطوير هذا النوع من المفاعلات.
وقال موقع "إنفوباي"إن المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية تُعد جيلًا جديدًا من الطاقة النووية، بقدرات منخفضة، وتصاميم معيارية، ومرونة في الاستخدام، ما يجعلها مناسبة لتطبيقات صناعية مثل إنتاج الهيدروجين أو التدفئة أو تحلية المياه.
غير أن هذه التقنية لا تخلو من التحديات، منها: ارتفاع التكاليف الأولية، وقلّة النماذج التشغيلية، وصعوبات تتعلّق بإدارة النفايات المشعّة، إضافة إلى احتمالات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري).
وأضاف الموقع كما تثير هذه المفاعلات مخاوف جيوسياسية، خاصة في سياق النزاعات أو الاستخدامات العسكرية، مثل تزويد قواعد نائية بالطاقة، أو دعم عمليات حربية في مناطق معزولة.
وترى البرازيل، التي تمتلك ثامن أكبر احتياطي من اليورانيوم في العالم، في هذه الشراكة فرصة إستراتيجية.
ويقول الوزير سيلفيرا: "لدينا احتياطات كبيرة وقدرة على أن نصبح روادًا عالميين في هذا القطاع"، مشيرًا إلى أن الروس سيساعدون في رسم خرائط الموارد، وتقييم الإمكانيات التعدينية في البلاد.
ومن بين المشاريع التي يسعى الطرفان إلى تحريكها،، بحسب الموقع، محطة "أنغرا 3" النووية الواقعة في ولاية ريو دي جانيرو.
والمشروع، المتعثر منذ التسعينيات، يرمز إلى طموح برازيلي طويل الأمد في امتلاك قدرات نووية سلمية؛ وقد تعثّر، مرارًا، لأسباب سياسية ومالية ومرتبطة بفضائح فساد، أبرزها فضيحة "لافا جاتو".
وبعد زيارة لولا لموسكو، عاد الجدل في وسائل الإعلام الغربية بشأن وجود شبكة تجسس روسية نشطة في البرازيل، حيث سُلّط الضوء على استخدام جواسيس روس لوثائق أصلية برازيلية لتزوير هوياتهم.
وأبرز هذه الحالات، بحسب موقع "إنفوباي"، تتعلّق بسيرغي تشيركاسوف، الذي حاول التسلّل إلى المحكمة الجنائية الدولية تحت اسم برازيلي، وتم اعتقاله، لاحقًا، في البرازيل.
كما قادت التحقيقات إلى اكتشاف 8 عملاء روس آخرين استخدموا أسماء برازيليين مزيفة، وكانت الهويات مدعّمة بوثائق رسمية، مما يشير إلى احتمال وجود تواطؤ داخلي في مؤسسات السجل المدني.
وقال الموقع إنه في ظل توتر العلاقات الروسية مع الغرب، تبحث موسكو عن حلفاء وشركاء بدائل وتبدو البرازيل، بثقلها الجيوسياسي ومواردها الطبيعية وموقعها كقوة ناشئة، هدفًا مثاليًا.
غير أن تعميق هذه العلاقات قد يحمل في طيّاته كلفة سياسية ودبلوماسية واقتصادية، خاصة إذا اصطدمت المصالح البرازيلية بالعقوبات الغربية، أو تورّطت البلاد في ملفات جيوسياسية معقّدة، كالمسألة النووية أو ملف التجسّس.
وبينما تستعد ريو دي جانيرو لاستضافة قمة "بريكس"، تبقى أعين العالم شاخصة نحو دور البرازيل، هل ستنجح في الموازنة بين طموحها الاستراتيجي والتزاماتها الدولية؟ أم أن انفتاحها على موسكو سيُعيد رسم ملامح سياستها الخارجية؟.
