ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

العقل المدبر لـ"الموساد الأوكراني" يقلب موازين المواجهة مع روسيا

العقل المدبر لـ"الموساد الأوكراني" يقلب موازين المواجهة مع روسيا
ماليوك بجانب الرئيس الأوكرانيالمصدر: أ ف ب
14 يونيو 2025، 12:08 م

وسط صراعٍ استخباراتيٍّ محتدمٍ تخوضه أوكرانيا ضد آلةِ الحرب الروسية، يبرز اسمُ فاسيل ماليوك كأحد أبرزِ مهندسي العملياتِ السرية التي قلبت موازينَ المواجهة.

أخبار ذات علاقة

فاسيل ماليوك

"ملاكم شرس".. من هو مهندس "شبكة العنكبوت" الأوكرانية فاسيل ماليوك؟

ماليوك ليس مجرد رئيس لجهاز الأمن الأوكراني (SBU)، بل يُنظر إليه على نطاق واسع كالعقل المدبّر لبناء منظومة استخباراتية هجومية باتت تُقارن، في طموحها وجرأتها، بجهاز "الموساد" الإسرائيلي.

وفي تقرير مطوّل نشرته صحيفة لو فيغارو الفرنسية، وُصف ماليوك بأنه "رجل الظلّ الذي يقود حربًا غير تقليدية ضد روسيا"، باستخدام أدوات غير تقليدية تشمل الهجمات السيبرانية، والضربات بالطائرات المسيّرة، وعمليات استهداف محدّدة ضد ضباط الاستخبارات الروس، وحتى منشآت عسكرية في عمق الأراضي الروسية.

وظهر جهاز الأمن الأوكراني (SBU) منذ بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير/شباط 2022، كفاعل رئيس على جبهات الحرب غير المُعلنة.

وخلال الأشهر الماضية، كثّف الجهاز من عمليّاته، حيث استهدف منشآتٍ نفطيّة وعسكريّة روسيّة باستخدام طائراتٍ مسيّرة، كما نُفّذت عمليّات نوعيّة استهدفت شخصيّاتٍ روسيّة يُشتبه بتورّطها في دعم الغزو؛ الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى القول إنّ أوكرانيا باتت تمتلك "نسختها الخاصّة من الموساد".

بدورهم، يرى مراقبون أنّ صعود ماليوك داخل جهاز الأمن الأوكراني لم يكن صدفة، حيث صرّح في مقابلةٍ سابقة أنّه كان يحلم منذ صغره بأن يُصبح ضابط استخبارات، وقد بدأ التحضير لذلك مبكّرًا، من خلال تدريبه الجسدي ودراسته للقانون.

وانضمّ إلى جهاز الأمن الأوكراني في سنّ 18، وتدرّج في المناصب حتى عُيّن رئيسًا للجهاز في عام 2023 بعد إقالة الرئيس زيلينسكي لسلفه بسبب قضايا تتعلّق بتسلّل عملاء روس.

وخضع جهاز الأمن الأوكراني لعمليّة "تطهير" واسعة، بقيادة ماليوك، استهدفت العناصر المُشتبه بولائها لموسكو، كما تمّ تفكيك شبكات تجسّس داخل مؤسّسات الدولة.

وكذلك اتّجه الجهاز نحو تطوير قدراته التقنيّة والعسكريّة، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة البحريّة "سي بيبي" (Sea Baby)، التي لعبت دورًا محوريًّا في إلحاق أضرار جسيمة بأسطول البحر الأسود الروسي.

وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية إلى أن واحدةً من أبرز العمليات التي نُسبت لجهاز الأمن الأوكراني (SBU) كانت تفجير جسر القرم في أكتوبر تشرين الأول 2022، حين انفجرت شاحنةٌ مفخخةٌ أدت إلى انهيارٍ جزئيٍّ في الجسر الاستراتيجي الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.

وعلى الرغم من أن كييف لم تعلن مسؤوليتها رسميًّا في حينها، فقد أكد ماليوك لاحقًا أن الجهاز كان يقف خلف العملية، معتبرًا إيّاهَا "نقطةَ تحوّلٍ في الحرب النفسية ضد العدو".

كما تصدّر (SBU) في مايو أيار 2025 عناوين الصحف مجدّدًا عبر "عملية شبكة العنكبوت"، التي استهدفت منشآتٍ عسكريةً روسيةً باستخدام طائراتٍ مُسيَّرةٍ بعيدة المدى، في هجومٍ وُصِفَ بأنه غير مسبوقٍ من حيث الدقة والتأثير.

وعلّق جهاز الموساد الإسرائيلي نفسه على العملية قائلًا: "هذا التحوّل في حروب الطائرات المُسيَّرة يغيّر قواعد اللعبة"، في إشارةٍ واضحةٍ إلى تطور القدرات الاستخباراتية الأوكرانية.

ولم يعد الأمر مقتصرًا على الضربات داخل أوكرانيا، فقد بات (SBU)، بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العسكرية (HUR)، ينفّذ عملياتٍ في عمق الأراضي الروسية.

كما شارك في إحباط عمليات تجسس وتخريب استهدفت البنية التحتية الأوكرانية.

ويُعتقد أن وحداته الخاصة لعبت دورًا في تحييد عددٍ من "العملاء" داخل الأراضي الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي يكشف تفاصيل جديدة عن خداع الروس في "شبكة العنكبوت"

وفي تصريحاتٍ مثيرةٍ أدلى بها ماليوك مؤخرًا، قال: "نحن نُسَدّد دَينًا لشعبنا، ولن يكون أمام المعتدين إلّا الموت"، مُضيفاً أن جهازه يعتمد نموذج "القصاص الانتقائي" لكل من تورّط في الجرائم بحق الأوكرانيين.

وبات يُنظر إلى فاسيل ماليوك باعتباره رمزًا لنهجٍ أمني جديد في أوكرانيا، يتجاوز الدفاع إلى الهجوم، ويتحدى القواعد التقليدية للصراع.

وكتب أحد المدوّنين الأوكرانيين بمناسبة عيد ميلاده: "كنا نَحلم يومًا بموساد أوكراني، واليوم أصبح هذا الحلم واقعًا... بل قد يكون أكثر فاعلية من الأصل".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC