صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
رأى خبراء أن ذهاب واشنطن إلى توالي العقوبات على طهران في وقت تتفاوض فيه معها حول برنامجها النووي، يهدف إلى إنجاز الاتفاق الذي يطمح إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشروطه.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن كلمة السر في توالي العقوبات على إيران وقت المباحثات بهذا الشكل، هو المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي يوصف بـ"التاجر" في إطار الرغبة بالفوز بالصفقات، في وقت يرى فيه أن المباحثات بتكرار فرض العقوبات وسيلة تعامل مع رغبة إيران في المماطلة بالمفاوضات.
وكان ترامب حض مؤخرا على تطبيق العقوبات على إيران بحزم، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وذلك في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة سلسلة عقوبات تستهدف النفط الإيراني وبرنامج طهران النووي، التي كان آخرها إطلاق عقوبات على 3 مسؤولين وشركة إيرانية على صلة بالبرنامج النووى.
وعقدت الإدارة الأمريكية 4 جولات من المحادثات مع إيران كانت الأخيرة السبت الماضي في العاصمة العمانية مسقط، وسط تأكيدات من الجانبين أن الجولة جرت في أجواء إيجابية، دون التعمق في الجوانب الفنية للاتفاق، لتخرج بعد ذلك بساعات عقوبات أمريكية جديدة بحق مسؤولين وكيان إيراني.
العقوبات وسيلة ضغط
ويقول الأكاديمي والباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، إن طهران متمسكة بالاتفاق، في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي من الممكن أن يؤدي إلى انفجار وثورة في الداخل، قد تطيح بالنظام بحسب تقارير من الداخل، لتستمر الجولات رغم تأجيلها الأسبوع الماضي، بسبب الشروط الأمريكية الصعبة على إيران.
وأوضح الحيدري في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الطرفين الأمريكي والإيراني بحاجة إلى هذا الاتفاق، وتعتبر العقوبات المتتالية التي تفرضها واشنطن واحدة تلو الأخرى من حين إلى آخر على الرغم من إجراء المباحثات، إحدى وسائل الضغط التي تراها الولايات المتحدة ضرورية.
وبيّن الحيدري، أن واشنطن تريد إزالة المفاعلات النووية حتى لا يبقى منها شيء، وكذلك البرنامج الصاروخي، في وقت ترفض فيه إسرائيل المضي إلى هذا الاتفاق لاسيما مع عدم وجود نية من الرئيس الأمريكي لزيارة تل أبيب خلال جولته الحالية بالشرق الأوسط؛ ما يعكس مدى وصول الخلاف مع نتنياهو إلى حد لا يقبل به ترامب.
ضعف إيران
وبحسب الحيدري، فإن ترامب يتمسك بالصفقة مع إيران باتفاق ولكن بشروطه، وهو ما يجعل الأمر مذلا لطهران، وإلا سيقوم بضغوط قصوى؛ ما يجعل الأخيرة مضطرة للقبول به؛ لأن ليس لها بديل في ظل إدراكها أن مخالفة ترامب قد تؤدي إلى ويلات حقيقة ليست مستعدة لها في ظل ضعفها بالداخل والخارج.
ويؤكد الحيدري، أن كلمة السر في توالي العقوبات الأمريكية على إيران وقت المباحثات بهذا الشكل، هو المبعوث ستيف ويتكوف "التاجر" الذي يقوم بالتفاوض، وليس وزارة الخارجية، حيث أنه تاجر لا يؤمن سوى بالصفقات وكيفية إتمامها، في وقت يرى فيه التفاوض بتكرار فرض العقوبات وسيلة تعامل مع طريقة إيران التي تعتمد التمديد، والتي هي قوية في فن المماطلة بالمباحثات، الأمر الذي لا يسمح به ترامب في ظل دخول المباحثات الجارية في تفاصيل يريد إنجازها، على رأسها ألا تتجاوز نسبة التخصيب 3.67% للاستخدامات السلمية.
واستكمل الحيدري أن المباحثات بوجود الخبراء الفنيين الأمريكيين يضع إيران في الزاوية، في وقت ترغب فيه واشنطن في الاتفاق، لاسيما أن طهران عرضت عليها استثمارات في المعادن والطاقة في ظل العقل التجاري لـ"ترامب" ومفاوضه ويتكوف، وسط إيمانهما بضرورة إبرام الصفقة مع إيران رغم الشروط الكثيرة.
استراتيجية الضغط المتوالي
فيما يرى الباحث في العلاقات الدولية نبيل واصف، أن المفاوض الأمريكي لا يريد إعطاء أي مجال للذهاب إلى نقاط أو ملفات يحقق منها الجانب الإيراني أي مكاسب، سواء من خلال الاحتفاظ بما تريده طهران بقدر من البنية التحتية لمشروعها النووي وعلاقة ذلك بإمكانية تحويل الاستخدامات بالمستقبل إلى أطر عسكرية.
وأضاف واصف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يعمل من خلال طاقم المفاوضين على أن تنشغل طهران بكيفية إزالة العقوبات التي تتراكم، وأن تكون مرهونة بما سيقدمه الرئيس الأمريكي من حوافز، وإلا يكون لديها إمكانية طرح طلبات جديدة، وأن ينصب مجهودها وطموحها حول تخفيف العقوبات المتراكمة، وأن تذهب سريعا إلى الاتفاق حتى لا تتراكم العقوبات ولا تحقق مبتغاها.
وأفاد واصف، بأن الضغوط القصوى المستمرة تجعل إيران تخرج بشكل كبير عن محاولات التفاوض التي تريد التركيز عليها فيما يتعلق بنسب التخصيب ومصير الوقود الحيوي الذي سيكون رهن يد دولة أخرى من المحتمل بشكل كبير أن تكون روسيا.
وأشار إلى أن التفتيش الداخلي أيضا الذي تريد واشنطن أن يكون لها اليد العليا فيه أكثر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينضم إلى الضغوط التي تأتي بالمزيد من التخبط للمفاوض الإيراني، وتجعله يرى أن التحرك في أسرع وقت لتحقيق الاتفاق سيكون هو المكسب بدلا من تراكم العقوبات وأن يظل التفاوض عليها، وأن يكون الفوز قائما بالحوافز المعروضة الخاصة بفك تدريجي لأرصدة إيرانية في الخارج وجدول زمني مستقبلي لإمكانية التصرف في النفط الإيراني في دوائر إقليمية ودولية محددة.
وأردف واصف، بأن المفاوض الإيراني يرى مع عملية توالي العقوبات، أنه كلما حاول تعطيل عملية الوصول إلى اتفاق بغرض الفوز بمكاسب أخرى غير التي يعرضها ترامب التي لن يكون هناك غيرها، يضيّق على نفسه دائرة الأهداف التي يريد تحقيقها من هذا الاتفاق الذي يرجو الوصول إليه.