إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
أفادت صحيفة "كيهان" الإيرانية، التابعة لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، في عددها الصادر اليوم السبت، بأن طهران مستعدة لخفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى ما دون العتبة العسكرية، لكنها ترفض بشكل قاطع ما وصفته بـ"الخلع الكامل للقدرات النووية".
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن "الطرف الإيراني قد يكون مستعداً لخفض مستوى التخصيب إلى حدود الاستخدام غير العسكري، والسماح بالتحقق من ذلك بشكل مستقل، لكنه لن يرضخ أبداً لمطلب الخلع النووي الكامل".
خيط الأمل الأخير
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمل في الوصول لاتفاق لم يعد قائماً على "معجزة"، بل هو خيط الأمل الأخير الذي يتوقف على عودة ترامب عن المسار الذي وصفته "كيهان" بأنه يقود إلى "كارثة مؤكدة".
وحذّرت الصحيفة من أن استمرار ترامب في التصعيد لن يؤدي فقط إلى سلسلة من الإخفاقات في السياسة الخارجية الأمريكية، بل سيقوّض صورته كمفاوض بارع.
واختتمت بالقول إن ترامب قد ينتهي به المطاف متحملاً الوصف الذي أطلقه سابقاً على خصمه السياسي جو بايدن: "أحمق بالغ الضرر".
تعليق المفاوضات
يأتي هذا الموقف في ظل تعثر الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كان من المقرر عقدها اليوم السبت في العاصمة الإيطالية روما، لكنها علّقت دون توضيح الأسباب من الطرفين.
ويعيد موقف إيران الجديد الجدل حول مستقبل البرنامج النووي، خصوصاً بعد تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين اعتبروا أن "تغيير العقيدة النووية" يمكن أن يكون أحد أساليب الرد على السياسات الأمريكية، لا سيما في عهد ترامب.
في المقابل، شدد وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، على أن "أي اتفاق محتمل مع طهران يجب أن يتضمن وقفاً كاملاً لجميع أنشطة تخصيب اليورانيوم".
ودعا روبيو إلى "السماح بإدخال اليورانيوم المخصب إلى إيران من الخارج" و"إزالة أي قيود على عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
تصاعد الخلاف
وتشير التطورات الأخيرة إلى تصاعد الخلاف بين واشنطن وطهران حول طبيعة وحدود البرنامج النووي الإيراني، ما يهدد بإعادة الأزمة إلى مربع التوتر والتصعيد.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن إيران لن تتراجع عن حقها المشروع في امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة، مشددًا على أن "تكرار الأكاذيب والدعايات المغرضة لن يغيّر الحقائق الأساسية".
وأشار عراقجي، في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، إلى أن هناك دولاً غير موقّعة على معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) تقوم بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، دون أن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، ومن بينها دول في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وقال الوزير الإيراني إن التصعيد في الخطابات والمواقف المتشددة لا يؤدي إلا إلى تقويض فرص النجاح في المسارات الدبلوماسية، داعيًا إلى اعتماد الرؤية العادلة والإرادة السياسية لحلّ القضايا العالقة.
وأضاف: "اتفاق نووي مستدام وموثوق لا يزال في متناول اليد، وكل ما نحتاجه قرار سياسي مسؤول يعترف بحقوق إيران المشروعة".