logo
العالم

مئات الأطنان.. كيف يمول الذهب "الإرهاب" والجريمة المنظمة في أفريقيا؟

منجم ذهب أفريقيالمصدر: رويترز

تواجه الدول الأفريقية تحديًا يتمثل في السيطرة على احتياطاتها من الذهب، التي باتت تُستخدم في تمويل "الأنشطة الإرهابية" وكذلك الجريمة المنظمة، في قارّة تشهد أزمات أمنية لا تكاد تنتهي.

وتقدر احتياطيات الذهب في القارة الأفريقية، بمئات الأطنان.

وأسفرت عملية "كاتاليست"، التي قادها الإنتربول في 6 دول أفريقية هي: نيجيريا وجنوب السودان وكينيا وناميبيا والكاميرون وأنغولا، عن اعتقال نحو 83 شخصًا، وتجميد وحجز 260 مليون دولار أمريكي من العملات الورقية والرقمية.

وكشفت تحقيقات أجرتها السلطات في كينيا وأنغولا عن أنظمة تحويل قيمة غير رسمية، ومزوّدي خدمات الأصول الرقمية الذين استُخدموا لتحويل أرباح الذهب لتمويل "الإرهاب"، لأغراض التجنيد والتسليح.

أخبار ذات علاقة

رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أركانج تواديرا

من الذهب إلى الليثيوم.. كيف تستفيد روسيا من حكم تواديرا المستمر لأفريقيا الوسطى؟

فقدان السيطرة

وفي نيجيريا، أُلقي القبض على أعضاء بارزين في "جماعات إرهابية" لإدارتهم مخططات "بونزي" قائمة على العملات المشفّرة، إضافة إلى عمليات احتيال إلكتروني استهدفت نحو 17 دولة حول العالم، بما في ذلك الكاميرون وكينيا ونيجيريا، لتمويل العمليات الإرهابية.

وعلّق الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية إبراهيم كوليبالي، على الأمر بالقول إن "العمليات التي قادها الإنتربول في أفريقيا، ولا سيما في نيجيريا وبوركينا فاسو، تعكس فقدان الدول الأفريقية السيطرة على مناجم الذهب، في تطور يخدم بشكل كبير الجماعات المسلحة التي تستغل هذه المناجم لتمويل عملياتها".

وبيّن كوليبالي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "الانقلابات العسكرية التي حدثت منذ عام 2020، والاضطرابات في غرب أفريقيا، تعيق جهود مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، لذلك تجد الجماعات المسلحة ملاذًا آمنًا للتنقيب عن الذهب وبيعه في السوق السوداء وتهريبه لتمويل خططها".

وأكد أن "هذا المعطى يجعل المعركة ضد هذه الجماعات طويلة الأمد وغير متكافئة، لأنها تُضاف إلى مصادر تمويل أخرى، على غرار الفدية والضرائب التي تُفرض في بعض المناطق، ولذلك أعتقد أن الوضع صعب في عدة دول أفريقية، نجحت الجماعات المسلحة والإرهابية فيها في توفير مصادر تمويل مستقرة".

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حركة "إم 23" في أحد شوارع غوما

الميليشيات العابرة للحدود.. تهديد خطير لأمن شرق أفريقيا

صعوبات كبيرة

وتنتعش هذه الظواهر بشكل خاص في غرب أفريقيا، التي باتت بؤرة حقيقية للإرهاب، إذ أشارت إحصاءات رسمية في عام 2024 إلى أن أكثر من نصف وفيات العالم جراء الإرهاب كانوا من هذه المنطقة.

بدوره، اعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية قاسم كايتا، أن "العمليات التي قادها الإنتربول مؤخرًا في عدة دول أفريقية لمكافحة الجريمة المنظمة، التي تتألف من حلقات عدة مثل تهريب الذهب والاتجار بالبشر وتمويل الجماعات الإرهابية، تعكس في الواقع الصعوبات الكبيرة التي تعاني منها دول غرب أفريقيا، بشكل خاص، في التصدي لهذه الظواهر".

وأضاف كايتا في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "قوات الأمن والجيوش الوطنية في هذه الدول أنهكت بعد سنوات من مواجهة الجماعات المسلحة، ناهيك عن ضعف الأجهزة الرقابية، وهو ما سمح لهذه الجماعات والعصابات بالعبث بمقدرات دول مثل مالي من الذهب، وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى تنسيق دولي أقوى لمواجهة ذلك".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC