logo
العالم

من مالي إلى بوركينافاسو.. كيف تتآكل سيادة الدول الأفريقية أمام الجماعات المسلحة؟

عناصر من الجيش المالي يلاحقون العناصر المتشددةالمصدر: رويترز

يكشف تقدم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة المتشدد السريع نحو العاصمة المالية، باماكو، عن نجاح جماعات مسلحة غير نظامية في الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي في أفريقيا ما ينجرّ عنه تآكل سيادة الدول المعنية لصالح جماعات مسلحة أكثر تنظيماً.

وأدى الحصار الذي فرضته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى خنق باماكو اقتصادياً من خلال منع دخول قوافل وشاحنات وصهاريج الوقود الأمر الذي أثار مخاوف من سقوط محتمل لها، لكنه سلّط الضوء على فقدان مثل هذه الدول سيادتها لصالح الجماعات المسلحة.

فشل المقاربات الأمنية

وتصاعدت التحذيرات في الأيام القليلة الماضية من سقوط وشيك لباماكو بيد القاعدة مع نجاح الأخيرة في السيطرة على مدن أخرى أو فرض حصار خانق عليها، فيما تجاهلت السلطات المالية ذلك بشكل كبير، وتعهدت بـ "النصر" في مواجهة الجماعات المسلحة.

وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إن "تآكل أراضي مالي وبوركينا فاسو بشكل خاصّ لصالح الجماعات المسلحة يكشف عن فشل المقاربات الأمنية التي اعتمدتها هذه الدول، لكن الأخطر في الأمر كلّه أنه يشجع جماعات مسلحة أخرى في دول أخرى على تكثيف هجماتها وحضورها سعياً إلى استنساخ التجربة".

وأضاف ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "عمليات تجنيد متطوعين ومدنيين في بوركينا فاسو أثبتت عدم فعاليتها، وفي مالي لا يزال النقيب آسيمي غويتا يتخبط في سياساته الأمنية وهو عاجز أكثر من أي وقت مضى عن حماية حكمه والعاصمة من السقوط وبالتالي نحن أمام فشل متكامل"، وفق تعبيره.

وبين أن "جيوش الدولتين لن يقدرا على قلب المعادلة في الوقت الراهن، لأن الأمر يتطلب مراجعات شاملة وإعادة النظر حتى في التحالف مع دول مثل روسيا التي لم تحرك ساكنا لدحر الجماعات المسلحة بعيداً عن العاصمة المالية التي تضم مؤسسات حكومية حيوية وبالتالي الأمر يتجه إلى سيناريو أسوأ".

أخبار ذات علاقة

شارع شبه خال في باماكو وسط أزمة تعيشها البلاد

مالي.. كيف استلهمت "نصرة الإسلام" تكتيك "طالبان" لإسقاط باماكو؟

فرض الأمر الواقع

وتنشط في مالي شأنها شأن بوركينا فاسو والنيجر والكونغو الديمقراطية وغيرها من الدول جماعات مسلحة سواء تتبنى أفكاراً انفصالية أو متشددة، ونجحت تلك الجماعات في توسيع نفوذها في السنوات الماضية.

ويرى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، أنّ "الجماعات المسلحة نجحت بالفعل في فرض سياسة الأمر الواقع وباتت تطرح مطالب سياسية لأنها فرضت وجودها على غرار ما قامت به جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي والتي طالبت قبل أسابيع بتشكيل حكومة سياسية تكون هي طرفاً فيها".

وتابع إدريس في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "تآكل سيادة الدول في أفريقيا جنوب الصحراء يعود إلى عدّة أسباب من أبرزها الفراغ الذي تركته القوى الغربية استخبارياً وميدانياً، فالجيوش المحلية لم تعد تدرك تحركات وأجندة الجماعات المسلحة".

وأبرز أن "هناك معطى آخر مهما وهو استعانتها بحليف غارق في حرب أخرى كبيرة وهي روسيا التي تعطي الأولوية للصراع في أوكرانيا على حساب أفريقيا".

أخبار ذات علاقة

أبرز الدول المهددة من جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"

بالحصار الاقتصادي والاختطاف.. جماعة "نصرة الإسلام" تهدد باجتياح غرب أفريقيا

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC