قال مصدر مطلع في البيت الأبيض إن الملف الذي يعده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتقديمه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة التي ستجمع بينهما الأسبوع المقبل، يعكس إلى حد كبير، رغبة تل أبيب في القضاء على البرنامج النووي والصاروخي الإيراني نهائيا.
وأوضح المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن طبيعة الملف تتضمن تحديد مخازن لصواريخ باليستية ومنصات إطلاق صواريخ، ومطارات ومواقع عسكرية في مناطق متفرقة في إيران، تحمل تهديدا لأمن إسرائيل.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن هذه العملية هدفها في المقام الأول، إنهاء القدرات العسكرية والصاروخية لطهران، التي تعتبر مظلة تحمي البرنامج النووي ومفاعلاته، وذلك بمشاركة أمريكية، وتكون مدتها أقل من حرب الـ12 يوما، وبما يقدر بأسبوع.
ووصف المصدر هذه الأهداف بأنها "أيدي وأقدام إيران"، متوقعا أن نتنياهو يرغب في إتمام هذه العملية بمشاركة عسكرية أمريكية؛ لأن الأهداف الباقية حينئذ، والمتعلقة بالبرنامج النووي والقدرات العسكرية الأخرى، ستكون هدفا سهلا لإسرائيل يمكنها إنجازها بمفردها في عمليات أخرى سريعة.
وبحسب المصدر، فإن من بنك أهداف نتنياهو، شخصيات في الحرس الثوري، معنية بالبرنامج الصاروخي، وقائمة علماء عملوا في الفترة الأخيرة على إحداث طفرة تقنية في المفاعلات، ومراكز تخصيب لليورانيوم.
وأفاد المصدر بأن جميع الخطوط التي يقدمها نتنياهو في تقريره، لإثبات خطورة العمل الإيراني في إحياء البرنامج العسكري الصاروخي والنووي، بشكل يهدد أمن تل أبيب والتجهيز لإمكانيات عسكرية متطورة، تجعلها قادرة على مهاجمة إسرائيل، قائمة بالدرجة الأولى على بيانات ومعلومات من عملاء مازالوا مخترقين لدوائر سياسية وعسكرية مهمة في طهران، نجح الموساد ودوائر أمنية إسرائيلية في السيطرة عليها، بالإضافة إلى دعم معلوماتي من أجهزة استخبارات أوروبية.
ومن المنتظر أن يقوم نتنياهو بزيارة إلى الولايات المتحدة الأسبوع القادم يلتقي خلالها الرئيس ترامب، حيث توضع على طاولة الأعمال عدة ملفات في صدارتها الأوضاع في الشرق الأوسط متضمنة ملف غزة، وما يخص ميليشيا حزب الله ونزع سلاحها في لبنان، بالإضافة إلى إيران ومستجداتها بعد الحرب التي شنتها إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة هناك.
ويؤكد المدير التنفيذي لمركز السياسات الخارجية الأمريكية، جاستن توماس راسل، أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الزيارة وما يحمله من ملف يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، إلى الحصول على موافقة للقيام بعمل عسكري؛ ما يبقيه ذا نفوذ في إسرائيل.
وذكر راسل في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو يرغب من خلال هذا الملف وما يحتويه من أهداف، بتوجيه عملية عسكرية ضد طهران، ليحافظ على موقع القوة الذي حققه في المنطقة خلال المواجهة مع خصمه الوحيد حاليا، إيران.
وبين راسل أن نتنياهو يضغط بشكل كبير لتوجيه ضربة لإيران وبرنامجها النووي؛ لأن موافقة ترامب على ذلك ستجعل تل أبيب تحظى بالدعم الكامل من الولايات المتحدة، إذا ما قررت شنّ موجة جديدة من الضربات ضد برنامجها النووي، ولكن في الوقت نفسه، سيكون من الصعب على الرئيس الجمهوري إقناع الناخبين الأمريكيين والمجتمع الدولي بذلك.
ورأى راسل أن ما يعرقل القيام بهذا الأمر أيضا، أن ترامب ونتنياهو أعلنا أن الجولة الأولى من الهجمات خلال حرب الـ12 يوما، قد دمّرت القدرات الإيرانية وبرنامجها النووي، وإذا كان هذا صحيحا، فلا يوجد مبرر يُذكر لشنّ ضربات إضافية، لا سيما أن الرئيس الأمريكي يتطلع إلى شنّ ضربات في فنزويلا.
وبدوره، قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، إن نتنياهو ذاهب للولايات المتحدة وهو يحمل في جعبته أوراقا ووثائق حول تطوير طهران للبرنامج النووي والصواريخ وما يجري في الوقت ذاته من دعم وتسليح الميليشيات التابعة لها لاسيما في ظل عملها على إعادة حزب الله إلى الدائرة وإرسال عتاد كبير إلى الفصائل في العراق.
وأفاد الحيدري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، بأن إسرائيل لا تريد ضرب الأهداف النووية والصاروخية فقط بل إسقاط النظام في طهران هذه المرة لاسيما أنه في المرة السابقة لم يسمح ترامب بالتخلص من المرشد، في ظل رؤية الرئيس الأمريكي بأن تكون الضربة سريعة، وتم إيقافها لإجبار إيران على التفاوض.
واعتبر الحيدري أن هناك مشكلة في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي لترامب بضرب إيران في حرب جديدة والتخلص من النظام وإسقاطه، وهو ما لا يريده الرئيس الأمريكي على الأقل في الظاهر، في ظل ضغوط سياسية داخلية عليه ترفض أي عملية عسكرية على طهران، مشيرا إلى أن هناك لوبي ضغط في الولايات المتحدة يدعم رغبة نتنياهو، مقابل ضغط مماثل ممن انتخبوا ترامب، ويرفضون إشعال حرب جديدة في المنطقة ويطالبون بالعمل على التفاوض.
وأشار الحيدري إلى أن المفاعلات النووية بحسب تقارير الوكالة الدولية ما زالت حاضرة، وهذا بات يمثل ضغطا يقوده نتنياهو على ترامب بأن إيران ما زالت تمتلك قوة كبيرة في وقت تتواجد فيه موسكو بدعم فني لمواقع نووية، بالإضافة إلى تزويد طهران بمعدات عسكرية في حال تعرضها لأي هجمة جديدة.